للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٨٤ - العالم العامل والفاضل الكامل المولى عبد الرحمن ابن السيّد يوسف بن حسين الحسيني، وهو خال هذا العبد الفقير، جامع هذه المناقب *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: قرأ رحمه الله تعالى في شبابه على المولى محمد السامسوني، ثم قرأ على المولى قطب الدين المزبور، ثم على المولى الفاضل على الفناري، ثم على المولى على البكاني.

وكان مقبولا عند هؤلاء الأفاضل، وكان من أعلى طبقات طلبتهم، ثم صار مدرّسا بمدرسة ببلدة "بولي" في ولاية "أناطولي"، ثم صار مدرّسا بمدرسة جنديك بك بمدينة "بروسه"، ثم غلب عليه جانب الفراغة والانقطاع عن الخلق إلى الخالق، فترك التدريس، وعين له كلّ يوم خمسة عشر درهما، ولم يقبل الزيادة عليها، ولازم بيته بمدينة "بروسه"، مشتغلا بالعبادة، متلذّذا بالانقطاع إلى الله تعالى.

وقد لحقته الجذبة في أوان صباه، وكان يخلو بالجبال مدّة أشهر بلا زاد، وسمعت منه أنه قال: غلب عليّ في ذلك الوقت محبة الحقّ عزّ وجلّ، وكنت أجد في الجبال ما يسدّ جوعي، وربما أجد الخبز في خلال الأشجار، قال: وكان يحرسنى السباع حولي بالخضوع والتذلّل، ثم بعد ذلك خالط الناس، وجمع بين الجذبة والاختلاط، وكان يختلط بأولياء الله تعالى.

وكان يحكي عنهم الكرامات العظيمة، قال: وقد مرضت في مدينة "أدرنه" وأنا سكن في بيت وحدي، وليس عندي أحد، وفي كلّ ليلة ينشقّ الجدار، ويجيء إليّ رجل يخدمني إلى الصبح، ويأتينى بالطعام والشراب، ثم


* راجع: الشقائق النعمانيه ص ١٣٥.
وترجمته في الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٣١٩، وشذرات الذهب ٨: ٣٠٢، ٣٠٣، والكواكب السائرة ٢: ١٥٩، ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>