الكرخي، وشمس الأئمة الحلواني، وشمس الأئمة السرخسي، وفخر الإسلام البزدوي.
وهذه الطبقة أعلى طبقة الفقهاء بعد طبقة المجتهدين في المذهب من أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، وحسن بن زياد، وهذه الطبقة تميّزت بخدمة الفقه الحنفي، ووضعت الأسس لنموه والتخريج فيه البناء على أقواله، كما وضعت أسس الترجيح فيه، والمقايسة بين الأراء، وتصحيح بعضها، وتضعيف الآخر.
وهؤلاء الفقهاء، عملهم في الحقيقة يتكوّن من عنصرين على حدّ تعبير الشيخ أبي زهرة:
أحدهما: استخلاص القواعد العامّة، التي كان يلتزمها الأئمة من الفروع المأثورة عنهم، فإنهم جمعوها في قواعد وضوابط، واعتبروها الأصل، الذي كان على أساسه الاستنباط، وكان مقياس الاستخراج السليم للأحكام الفقهية.
ثانيهما: استنباط الأحكام في المسائل التي لا نصّ فيها عن أئمة المذهب على حسب أصول قرّروها، ومقتضى قواعد بسطوها.
ولقد نهج الإمام قاضي خان على هذا النمط في مؤلّفاته، خاصّة في "الفتاوى" وفي "شرح الزيإدات"، وله آراء وترجيحات سديدة معتمدة عند الفقهاء المتأخرين، الذين أكثروا النقل عنه.
[ثناء العلماء عليه]
احتلّ الإمام قاضي خان مكانة علمية بارزة بين الفقهاء الحنفية، فأشادوا بذكره، وأثنوا عليه، ولقّبوه بألقاب فخمة.
يذكره الإمام الحصيري معترفا بمناقبه وفضله بقوله: قال مولانا وسيّدنا القاضي الإمام الأجلّ الأستاذ قاضي القضاة فخر الملّة والدين ركن الإسلام