للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ مشتغلا بالعلوم، ومواظبا على الْعِبَادَات، مُنْقَطِعًا عَن النَّاس، متبتلا إلى الله تَعَالَى، ملازما لبيته.

وَكَانَت تتلألأ أنوار الصّلاح فِي محياه الْكَرِيم، وصحبت مَعَه مُدَّة تدريسي بمدرسة قلندرخانه، ورأيته شَيخا مُبَارَكًا، صَحِيح العقيدة، مراعيا للْكتاب وَالسّنة، ومحافظا لحدود الشَّرِيعَة.

وَكَانَ شَيخا هرما، وَسَألته عَن سنه، فَقالَ: مائَة أَوْ أقل مِنْهَا بِسنتَيْنِ، وعاش بعد ذَلِك مِقْدَار ثمان سِنِين، روّح الله تَعَالَى روحه، وَنوّر ضريحه.

* * *

٥٢٤٥ - الشيخ الْفاضل الْمولى محي الدّين، المشتهر بير الْوَجْه *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: إنما لقب بذلك، لِأَنَّهُ كَانَ فِي عنفوان شبابه يحارب مَعَ أقرانه، فأصابته جِرَاحَة، واللقب الْمَذْكُور إِنَّما يُطلق على من أصابته جرَاحَة.

قَرَأَ على بعض الْعلمَاء، وَصَارَ مدرّسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "أدرنه" و"بروسه"، وَلَكِن لم يكن لَهُ سيرة حَسَنَة فِي قَضَائِهِ، فعزل عَن ذَلِك.

ثمَّ صَار معلما للسُّلْطَان بايزيدخان، ثمَّ عَزله عَن ذَلِك لأمر جرى بَينهمَا، وأعطاه قَضَاء مَدِينَة "أدرنه" ثَانِيًا، ثمَّ عَزله عَن ذَلِك، وَعين لَهُ كل يَوْم مِائَتي دِرْهَم، وعاش على ذَلِك إلى أن توفّي.


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>