ثم لازم الشيخ ركن الدين الأندربتي، وقرأ عليه "الكافية" لابن الحاجب، و"المفصّل" في النحو، و"القدوري"، و"مجمع البحرين" في الفقه، واشتغل بالعلم ثلاث سنين بعد وفاة الشيخ نظام الدين المذكور، حتى برع في العلم، وتأهّل للفتوى والتدريس.
ثم سافر إلى "بنغاله"، ولقد أبلغه اللَّه تعالى من الولاية منزلة لا يرام فوقها، وهدى به، ثم بأصحابه من بعده خلقا لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج عددا، فلا ترى ناحية من نواحي "الهند" إلا وقد نمتْ طريقته، وجرى على ألسنة أهلها ذكرُه، إليه ينتمون، وبه يتبرّكون.
مات في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.
* * *
٣٥٥٣ - الشيخ الفاضل عثمان السامانوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال *
ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: ولد، ونشأ بأرض "بنجاب".
وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم أخذ الفنون الحكمية عن حكيم الملك شمس الدين الغيلاني، وشفع له قليج خان، فولَّاه أكبر شاه على بلاد ما بين النهرين، "دوآبه".
قال البدايوني في "المنتخب": إنه كان عالما، صالحا، متعبّدا، ناب الحكم في "دوآبه"، ثم جاء إلى الحضرة السلطانية، ونال المنصب. انتهى.