الفُضَيل، عن أبيه، قال: هيأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الزبيرَ بنَ العوام، وقال له: سرْ حتى تنتهى إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد، فإن أظفرك الله بهم، فلا تبق فيهم، وهيأ معهم مائتي رجل، وعقد له لواء، فقدم غالب بن عبد الله الليثى من "الكديد" من سرية، قد ظفره الله عليهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للزبير: اجلسْ، وبعث غالب بن عبد الله في مائتي رجل، وخرج أسامة بن زيد فيها، حتى انتهى إلى مصاب أصحاب بشير، وخرج معه علبة بن زيد فيها، فأصابوا منهم نعما، وقتلوا منهم قتلَى.
[٥٩ - سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسي]
ثم سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بـ "السي" في شهر ربيع الأول سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، … عن عمر بن الحكم، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن بـ "السي" ناحية ركبة من وراء "المعدن"، وهي من "المدينة" على خمس ليال، وأمره أن يغير عليهم، وكان يسير الليلَ، ويكمن النهار، حتى صبحهم، وهو غارون، فأصابوا نعما كثيرا وشاء، واستاقوا ذلك، حتى قدموا "المدينة".
[٦٠ - سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح]
ثم سرية كعب بن عمير الغفاري إلى "ذات أطلاح"، وهي من وراء "وادى القرى" في شهر ربيع الأول، سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، … عن الزهري، قال: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا، حتى انتهوا إلى "ذات أطلاح" من أرض "الشام"، فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا، فدعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا لهم، ورشقوهم بالنبل، فلمَّا رأى ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتلوهم أشدّ القتال، حتى قتلوا.