للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبرّزين في الفقه والفتاوى في عصره، وكلّفه بوضع مجموعة جامعة للفتاوى، وقد كانت بينهما صداقة، وكانت تربطهما روابط علمية من قبل، فرضي الشيخ عالم بن العلاء، واستجاب لدعوته، ثم وفّر الأمير له على حساب الحكومة كلّ كتاب في الفقه الحنفي، كان يوجد في ذلك العصر، فكلّ من يطالع "الفتاوى التاتارخانية" يعلم أن المؤلّف لم يكتف في النقل على كتاب أو كتابين أو ثلاثة كتب، فحسب، بل كانت عنده ذخيرة كبيرة من الكتب، كما قد ذكره المؤلّف نفسه ثلاثين كتابا في مقدمة الكتاب.

وقد تتبعت عند مقابلة المخطوطات، فاطلعت على أكثر من مائة كتب، نقل عنها المصنّف في فتاواه، ولم يذكرها في مقدمته، وقد ذكرتها ببعض التفاصيل في مقدمة التحقيق تحت الفصل السابع، وقد يكون هناك كثير من الكتب التي فاتت من إحصائي.

[منهج المؤلف في كتابه]

ومن المناسب أن نذكر بعض الأمور التي التزمها المؤلّف في "الفتاوى التاتارخانية"، ذكر المؤلّف في بداية الكتاب السبب الذي بعثه على تأليف الكتاب، فقال: إن السبب الذي حمله على تأليف الكتاب أنه كان تربطه صداقة ودّ بالأمير تاتارخان وزير الملك فيروز شاه تغلق، وقائد جيشه، وكان رجلا متديّنا، حنفيا، يحبّ العلم، ويحترم العلماء، هو الذي أمر الإمام فريد الدين عالم بن العلاء بتأليف كتاب في الفتاوى، يجمع جميع نواحي المسائل الفقهية في المذهب الحنفي.

وقد ذكر المصنّف ذلك في المقدّمة بقلمه، وأثنى على الأمير تاتارخان كثيرا في عبارة فصيحة وبليغة، وأوضع كثيرا أن إشارة الأمير هي التي وفّرت له فرصة تأليف "الفتاوى التاتارخانية" (١)


(١) انظر: مقدمة المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>