٣٦٣٨ - الإمام، شيخ الإسلام، فقيه المشرق، العلامة، البارع، أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل بن الخليل بن أبي بكر الفرغاني، المرغيناني، من أولاد سيّدنا أبي بكر الصدّيق، رضى الله تعالى عنه *
يقول العبد الضعيف محمد حفظ الرحمن الكملائى، عفا الله عنه: إنه قد ألّف كتابا تقدمةً على "الهدايه" للمرغيناني، وذلك تحت إشراف شيخه وأستاذه العلامة المحدّث الكبير الفقيه الضليع النقاد عبد الرشيد النعماني، رحمه الله تعالى، وسماه "ما ينبغي به العناية لمن يطالع الهداية"، وبحث فيه عن الإمام الهمام المرغيناني، وعن أسرته، وبيئته الكريمة، والأحوال السياسية في تلك العصور، وعن نشئته، وأسانيده في الحديث والفقه، وثناء العلماء الفحول عليه، وعلى كتابه، وعن شيوخه الأجلاء، وتلامذته النبلاء، وعمَّن اعتنى على "الهداية" بالتشريح، والتحشية، والتعليق، والنظم، والحفظ، فذكر ههنا موجزا مما هناك، فقال: ما نصّه:
أسرته الكريمة: وقد كانت نشأته في أسرة، يسّرت له السبيل إلى العلم، فقد كان جدّه لأمّه عمر بن حبيب أبو حفص القاضي من جلّة العلماء المتبحّرين في فنّ الفقه والخلاف، صاحب النظر في دقائق الفتاوى والقضايا. قال الإمام المرغيناني: ومن أفضل مناقبه وأجلّ فضائله أنه رزق في تعليمه مشاركة الصدر الإمام الكبير برهان الأئمة، قال: ولقّنني حديثا، وأنا صغير، فحفظته عنه ما نسيته، ذكره عن الإمام الناطفي، وكان صاحب حديث، أنه روى بإسناده، وهو أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: من مشى إلى عالم خطوتين، وجلس عنده ساعتين، وسمع منه كلمتين، وجبت له جنتان، عمل بها، أو لم يعمل.