ونزل "الجزيرة" سنة أربع وستين، وأصابه الفالج هناك.
قال علي بن الجعد: كان رجل يختلف إلى زهير ثم فقده، فأتاه بعد ذلك فقال: أين كنت؟ قال: ذهبت إلى أبي حنيفة.
فقال: نعم ما تعلّمت، لمجلس تجلسه مع أبي حنيفة خير لك من أن تأتيني شهرا.
مات سنة أربع وسبعين. وقيل: اثنتين وسبعين. وقيل: ثلاث وسبعين ومائة، رحمه الله تعالى.
قلت: هو من رواة الستة، ذكره الذهبي في الحفّاظ، ووصفه بالحافظ، الحجّة، محدّث الجزيرة، حدّث عن الأسود بن قيس، وأبي إسحاق، وسماك بن حرب، وحميد الطويل، وطبقتهم. وعنه أبو داود الحسن بن موسى، وأبو نعيم، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى التميمي، وخلق سواهم، كان من علماء الحديث. قال معاذ بن معاذ: ما كان سفيان الثوري عندي بأثبت من زهير، وقال شعيب بن حرب: وذكر حديثا لزهير وشعبة، فقال: زهير أحفط عندي من عشرين مثل شعبة. وقال أحمد: زهير من معادن العلم. اهـ (١: ٢١٥).
وفي "جامع المسانيد" يقول أضعف عباد الله: وإنه مع جلالة قدره في العلم من أصحاب الإمام أبي حنيفة، ويروى عنه كثيرا في هذه المسانيد. اهـ (٢: ٤٥٨).
* * *
١٩٨٣ - الشيخ الفاضل زياد بن إلياس، أبو المعالي، ظهير الدين