فقال: إن كانِ ولا بدّ فأكون سلطان "مصرا"؛ فإنها أعظم الممالك. فقدم إلى "القاهرة"، وأقام بها سنين، فما صار بها جُنديًا، فقال في نفسه: أقمتُ هذه المدّة الطويلة، وما صرتُ جنديًا، فمتى أصير سلطانًا، فعاد إلى "سيواس"، وآل أمره إلى أن ملكها.
وقال المقريزي: القاضي برهان الدين السيواسى، حاكمها، وحاكم "قيسارية" و "ترقات".
قصده الأمير قراملك؛ فلم يكترث به القاضى؛ احتقارًا، وركب عجلًا بغير أهْبة، وساق في أثره، فكّر عليه قراملك، فأخذه قبصًا باليد، فتفرّقتْ عساكره شذر مذر.
إلى أن قال: وكان عالمًا، جوادًا، شديد البأس، يحبّ العلم والعلماء، ويدني إليه أهل الخير والفقراء، وكان دائمًا يتخذ يوم الخميس والجمعة والاثنين لأهل العلم خاصّة، لا يدخل عليه سواهم.
وأقلع قبل موته، وتاب، ورجع إلى الله تعالى.
ومن مصنّفاته: كتاب "الترجيح على التلويح".
وكان للأدب وأهله عنده سوق نافق.
* * *
٣٤١ - الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن رشيد الحِجازي، السلمي *.
قال ابن حجر في "المجمع المؤسّس": تفقّه على مذهب أبي حنيفة، ومهر، ثم أسنّ، وأضرّ.