ثم رجع إلى "سيواس"، وصاهر صاحبها، ثم عمل عليه حتى قتله، وصار حاكمًا بها.
ثم إن بعض الأمراء الظاهرية انحاز إليه، وقويتْ بهم شوكته، فأرسل الملك الظاهر إلى قتالهم العسكر الشامية، وهم نحو ألف، وصاحب "سيواس" أحمد هذا، ومن انحاز إليه، ووافقه من "التركمان" وغيرهم نحو عشرين ألفًا، فوقعتْ بينهم وقعةٌ عظيمة، قتل فيها من الفريقين جماعة، ثم كان النضر للشاميين، وانهزم برهان الدين.
ثم أرسل يطلب الأمان من الظاهر، ويبذل له الطاعة، فأمنه، وصار من جهته.
ثم إن التاتار الذين كانوا بـ "أرزنجان"، نازلوا برهان الدين، فاستنجد الظاهر عليهم، فأرسل إليه جماعة كثيرة من العساكر الشمامية، فلمّا أشرفوا على "سيواس" انهزم التاتار منهم، وكانوا محاصريها. ثم في أواخر سنة ثمانمائة قصده عُثمان بن قطلبيك التركماني، وحصلتْ بينهما وقعة، انكسرَ فيها عسكر "سيواس"، وقتل برهان الدين في المعركة.
وكان جوادًا فاضلًا، وله نظم، رحمه الله تعالى.
ولبرهان الدين هذا، في الكتاب الذي ألّفه ابن عرب شاه في "سيرة تيمور" ترجمة حسنة، فلا بأس أن نلحّص منها ما يليق كقام صاحبها، ونوفيه حقّه، فنقول وبالله التوفيق.
قال في "الغرف العلية": وكان سبب دخوله إلى "القاهرة" أنه كان في ابتداء أمره حين طلب العلم، رأى منجّمًا صادقًا، فسأله عن حاله، فقال له المنجّم: أنت تصير سُلطانًا.