للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأصحابه إجمالا فقال: أول من فرّع فيه وألَّف وصنَّف سراج الأئمة أبو حنيفة رحمة الله عليه بتوفيق من الله عزَّ وجلَّ، حضّه به واتفاق من أصحاب اجتمعوا له، كأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن خنيس الأنصاري رحمه الله تعالى المقدم في علم الأخبار، والحسن بن زياد اللؤلؤي المقدم في السوال والتفريع، وزفر بن الهذيل بن قيس بن سليم بن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذؤيب بن جذيمة بن عمرو المقدم في القياس، ومحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى المقدم في الفطنة، وعلم الإعراب، والنحو، والحساب (١).

[ثناء الإمام محمد بن مسلمة]

وفي "مناقب الكردرى" عن محمد بن سلمة أن محمد بن الحسن جزأ الليل ثلاثة أجزاء، جزءا للنوم، وجزءا للصلاة، وجزءا للدرس. وكان كثير السهر، فقيل له: لم لا تنام؟ وقد نامت عيون المسلمين تعويلا علينا، ويقولون: إذا وقع لنا أمر رفعناه إليه، فيكتفيه لنا، فإذا أنمنا ففيه تضييع للدين، هذا هو والله خدمة الدين، والإسلام، والمسلمين. فهكذا يكون العلماء والفقهاء، ولا كأمثالنا عبيد الدراهم والدنانير، أرقاء الهوى وأحباء الدنيا. اللهم انصر دين حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم بأمثال محمد بن الحسن الإمام في كل زمان. آمين.

[ثناء عتيق بن داود اليماني]

قال القاضى الإمام أبو بكر عتيق بن داود اليماني رحمه الله تعالى في رسالته، التي صنفها في فضل أبي حنيفة رحمه الله تعالى: إنه الإمام المقدم والحبر المفخم، رباني العلم، ومعدن الفهم، دوحة العلم وجرثومته، وعنصر الفقه، أرومته، إمام الأئمة، وسراج الأمة، ضخم الدسيعة، السابق إلى تدوين علم الشريعة، فكان أول من دوَّنه، وحفظه، وأتقنه. ثم أيَّده الله بالتوفيق


(١) راجع: المبسوط للسرخسي ١: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>