من تعداد فضائله، وما يستحقُّه، وما كان عليه من العلم والعمل، عُشر معشاره، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
[الفصل العاشر في مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث]
هل كان أبو حنيفة قليلَ البضاعة من الحديث؟ يروي لنا الخطيبُ البغداد نقولا متعددة، يروي فيها أصحابها أبا حنيفة بقلة البضاعة في الحديث، وضعفه فيه، من ذلك: ما نقلَه عن ابنُ المبارك كان أبو حنيفة يتيما في الحديث، وعن أبي قطن كان زمنا في الحديث، وعن يحيى بن سعيد القطَّان لم يكن بصاحب حديث، وعن يحيى بن مَعين أيش كان عند أبي حنيفة من الحديث، حتى تسأل عنه؟ وعن أحمد بن حنبل أنه ليس له رأي ولا حديث، وعن أبي بكر بن أبي داود جميع ما روي عن أبي حنيفة من الحديث مائة وخمسون حديثا، أخطأ في نصفها، وعن عبد الرزاق ما كتبتُ عن أبي حنيفة إلا لأكثر به رجالا، وكان يروي عنه نيفا وعشرين حديثا، وعن ابن المديني أنه روى خمسين حديثا، أخطأ فيها، هذه الأقوال مبثوثة في الجزء الثالث عشر من "تاريخ الخطيب" ص ٤٤٤، وما بعدها.
ونحن نريد أن نورد الجوابَ في هذا الصدد بالبسط والتفصيل، ونحب أن نسوق ما قاله شيخُنا وأستاذُنا البحَّاثة النقَّاد فخر الأحناف مخدوم العلماء الفاضل النبيل الأديب الأريب المحدّث الكبير العلامة محمد عبد الرشيد بن المنشئ محمد عبد الرحيم بن محمد بخش النعماني رحمهم الله تعالى رحمة واسعة، وجعل الفردوسَ مثواه، في كتابه القيم الممتع:"مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث"، فأفاد وأجاد، ونصه ما يلى: