المغربي، والشيخ مسعود المغربي، والشيخ على ابن حُسَامِ الدين المتّقى، كلّهم أجازوا له، ثم سافر إلى "مصر" مرّة ثانية، فدرّس، وأفاد بها أربعا وعشرين سنة، وفي الموسم يذهب إلى "مكّة المشرّفة"، ويتشرّف بالحجّ، ثم ألقى الله سبحانه في روعه حبّ الوطن، فرجع إلى "الهند"، وسكن بـ"أكبرآباد"، فعكف على الدرس والإفادة والتذكير.
وأخذ عنه ناس كثيرون، وانتفعوا به، كما في "كلزار أبرار".
قال البدايوني في "منتخب التواريخ"(١): إنه كان ورعا، تقيا، عابدا، ناسكا، مفيدا، مدرّسا.
صرف عمره في تدريس العلوم الدينية، لا سيّما الحديث، وكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعتزل عن أرباب الغناء، قال: إن أكبر شاه بن همايون التيموري سلطان "الهند" دعاه مرّة إلى "عبادت خانه" فلم يتصدّ بآداب التحيّة المرسومة في حضرة الملك، وألقى عليه خطبة، فرغبه، ورهبه. انتهى.
توفي في التاسع عشر من ذي الحجّة سنة إحدى وألف بـ"أكبرآباد"، فدفن بها، وله ستّ وثمانون سنة، كما في "كلزار أبرار".
* * *
٥٥ - الشيخ الفاضل إبراهيم بن رستم أبو بكر، المروزي،
(١) البدايوني، وهو الشيخ عبد القادر الهندي البداوني الفقيه الحنفي، كان إماما لأكبر شاه، توفي سنة ١٠٠٤ هـ أربع وألف، صنّف "تاريخ كشمير"، فارسي، "منتخب التواريخ"، كذا في هدية العارفين ١: ٣١٧.