الله جلّ جلاله في ذلك، وليس بالأمر الهيّن الخروج عما يفقهه الأئمة المتبرّعون إلى أقوال شذاذ ما صدرت تلك الأقوال منهم إلا غلطًا أو إلى آراء رجال متّهمين أظناء، يسعون في الأرض فسادًا، إذ زيّن الشيطان لهم سوء عملهم، وهذه المسايرة هي التي أدّت إلى تخلّي الفقه عن كثير من أبوابه في المحاكم بأيدي أبنائه الذين عقوه، وليس ذلك ناشئًا من عدم صلاحية الفقه لكلّ زمان ومكان، بدون تقويض دعائمه أو قصّ خوافيه مع قوادمه) اهـ.
ومن مأثور نظمه قوله ضمن قصيدته حنين المتفجّع وأنين المتوجّع، التي طبعها في "قسطموني" في ١٢ من صفر سنة ١٣٣٧ هـ، أي بعد أسبوع من الهدنة، التي أنهت الحرب العالمية الأولى، وعدة القصيدة ٥٥ بيتًا، وفيها يقول:
أرض مقدسة عنا قد انتُزعت … آياتها انتبذت فالعيش مملول
أعلامها انتكست صلبانها ارتفعت … تتلى بها اليوم توراة وإنجيل
بلا (صلاح) فهل ترجى استعادتها … وما الصلاح لنا في الكون مأمول
وفي البيت الثالث تورية بين الصلاح ضدّ الفساد، وبين اسم السلطان صلاح الدين يوسف المتوفى سنة ٥٨٩ هـ، ومستعيد "القدس" من الصليبيين في رجب سنة ٥٨٣ هـ، وليت شعري ماذا عسى شيخنا قائله، وقد أصبحت الأرض المقدّسة حكرًا لليهود، بعد أن طردوا منها العرب، وباقي سكّانها من مسلمين ونصارى، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وقوله في مطلع قصيدته التى سمّاها النظم العتيد لتوسّل المريد برجال الطريقة النقشبنذية الخالدية الضيائية:
حَمْدًا لمن أبدع الأكوان من عدم … هو الغفور لعبد عاد بالندم
ثم الصلاة على مهدي طرائقنا … محمد شمس رشد ضاء في الظلم
كذا على الآل والأصحاب قاطبة … هم النجوم فنستهدي بهديهم