أما الذين استجازوه فهم يبلغون المئات أيضًا، وذلك لأن ثبته "التحرير الوجيز" طبع منه ٣٠٠ نسخة -ولم يبق منه نسخة واحدة تحت يده- بل كان ينوي إعادة طبعه قبيل موته، لكثرة من كانوا يستجيزونه، ويلاحظ أنه كتب إجازات كثيرة قبل طبع ثبته المذكور.
وقد أجازني بأكثر من إجازة بخطّه، كما أن الأستاذ أمين سراج نسخ لنفسه بخطّ يده إجازة وقّع له الأستاذ عليها، كما أفاد السيّد حسام الدين القدسي، فمن ذلك يتبيّن أن المستجيزين زادوا على ثلاثمائة، وأظنّ أن آخر إجازة بثبته حرّرها للأستاذ فؤاد السيّد عمارة بدار الكتب المصرية، وقد أرانيها، وتاريخها في شهر رمضان سنة ١٣٧١ هـ، أي قبل وفاة الأستاذ، رضي الله عنه بشهرين.
أما تلامذته بعد هجرته، فإن عددهم قليل، وذلك لأن الأستاذ اشتغل بعد الهجرة بالمطالعة والتعليق والتأليف، ولم يتعرّض للتدريس العام، ولكنّه كان لا يمتنع عن تدريس من يلجأ إليه، كما حدث مع الفقير مؤلّف هذه الرسالة، ومع سواه من الإخوان.
وأنا إذا أكتب أسماء بعض التلامذة، الذين تيسّر لي إحصاؤهم أتبع كلّ اسم ببيان موضع تلمذته، واسم من أخبرني به، إلا إذا كان ذلك معروفًا لدىّ بمشاهدتي، وهذه هي الأسماء:
١ - حاجي جمال الألَصوني، واعظ في "إستانبول" في جامع السلطان بايزيد، وهو من تلامذة الأستاذ قبل هجرته، كما أفاد القدسي.
٢ - السيّد حسام الدين القدسي، صاحب مكتبة القدسى بـ "مصر"، وناشر "الضوء اللامع" في ١٢ جزءًا، و"مجمع الزوائد" في عشرة أجزاء، و"شذرات الذهب" في ٨ أجزاء، عرفه الأستاذ في رحلته إلى "الشام" بعد