للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره، من الأعيان، حتى صار ملازما من المولى مصلح الدين، المشتهر بـ "بستان"، ثم درّس في عدّة مدارس، وجعل يزاول العلوم، ويمارس، حتى ولي "مدرسة قبلوجه" بـ "بروسه" بأربعين، ثم مدرسة على باشا بـ "قسطنطينية" بخمسين، ثم نقل إلى مدرسة زوجة السلطان سليمان المشتهرة بـ "المدرسة الخاصكية"، ثم إلى إحدى المدارس الثمان، ثم إلى مدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة "دمشق"، وفوّض إليه الإفتاء بهذه الديار، وعين له كلّ يوم ثمانون درهما، فلم يذهب كثير، حتى توفي رحمه الله سنة ثمان وسبعين وتسعمائة. وقيل في تاريخه: "برفت فوري".

وكان رحمه الله عالما فاضلا، ذكيّ الطبع، خفيف الروح، لطيف المباحثة، لذيذ الصحبة.

وقد ولع في آخر عمره في مطالعة الكتب، وتحرير الخواطر، وقد كتب حواشى على بعض المواضع من "تفسير البيضاوي"، وبيّضها في كراريس، وعلّق حواشى على "الدرر والغرر" للمولى خسرو، من أول الكتاب إلى آخره.

وله يد في قول الشعر بالتركي، والإنشاء، وله بعض رسائل منشآت على لسان العرب، وله رسالة لطيفة في علم الخطّ، وقد قال في أول ديباجتها: الحمد لمن علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأكرم، الذي ما خطّ في القط قط وما رقم. وقال في آخرها: وجعلتها رسالة منفردة، ومجلّة متفردة ليسهل تحريره على أصحاب القلم، ويتيسّر نظيره لأرباب الرقم، هدية لكلّ كاتب طالب، وتحفة لكلّ راقم راغب، راجيا أن تبقى هي ببقاء الزمان، وينتفع بها في بعض الأوقات

<<  <  ج: ص:  >  >>