وخطب خطابا حكيما، وموعظة بليغة، ومن ذلك اليوم ومن بعد قلك الفضيحة ما استطاع القاديانيون أن يضلّلوا المسلمين، أو يقيموا حفلة في "بشاور"، كذلك عند ذهابه إلى "مصر" لطبع بعض الكتب عن المجلس العلمي نبه علماء العرب على هذه الفتنة، وأخبرهم عن دسائس هذه النحلة، وعند ما بدأت الحركة الشعبية الأول ضدّ القاديانية سنة ١٣٥٣ هـ.
وكان الشيخ رحمه الله تعالى إذ ذاك شيخ التفسير في دار العلوم الإسلامية بـ"تندو الله يا"، ولكن لم يلقه قرار، ولا طاوعه اصطبار، حتى خرج قائدا لمظاهرة شعبية، وبذل كل جهوده لعون المسلمين، ولكن لم تنجح هذه الحركة لعدم توحيد كلمة المسلمين، ولما رأى هذه النابغة فشل المسلمين في هذه المعركة بدأ يجاهد من جهات مختلفة جهادا سريا، فكان يكتب خطابات إلى رؤساء المسلمين وقادة أهل الإسلام، ويوضح لهم مكائد هذه الفئة الطاغية، كماكان يوضح لهم دسائسهما عند اللقاءات بين حين، فآخر في زيارات ودية أو في المؤتمرات، كماكان له صلة قوية مع سفراء الحكومات الإسلامية، وكان لا يضيع فرصة إلا ينتفع بها في هذا الصدد، كما كان يبين للعلماء وأرباب الفكر الذين يجتمع معهم في المؤتمرات والحفلات الدينية، وكذلك جع العلماء وأرباب الحماس الديني للعمل ضدّ هذه الشجرة الخبيثة، وأفادهم بآرائه القيّمة وتوصياته المفيدة.
وبم أن السعادة الأزلية قدرت أن تستأصل شافة هذه النحلة بيديه انتخب لذلك رئيسا لمجلس تحفظ ختم النبوة، ومع كثرة أشغاله وبلوغه من العمر إلى ما بلغ، وابتلائه بعديد من الأمراض، وخصوصا بوجع الركبة ما زال يتردّد ويعتذّر عن قبول هذا المنصب، ولكن أجبر على قبوله، فقبله، واشتغل