للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية ابن أبن أبي العوام عن الطحاوي عن ابن أبي عمران: دخل زفر وأبو يوسف على حجّاج بن أرطاة، فجرت مسألة، فقال الحجّاج لزفر، أما اللسان فعربي، وأما الصورة فتدلّ على غير ذلك، فقال له زفر، أما أنا فيقبلني قومي، وكان عنبريا من بني تميم، وكان الحجّاج يطعن في نسبه، فاشتدّ ذلك عليه، وأسكته، ثم ناظره أبو يوسف، فقطعه، فلمّا قاما قال لحاجبه: لا يدخل هذان عليّ بعد.

وقال ابن أبي العوام، حدّثنا أبو معمر محمد بن أحمد بن خزيمة البصري، قال: ثنا عبّاس بن محمد بن حاتم، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: زفر صاحب الرأي، ثقة، مأمون، سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين، وذكر له زفر، فقال: كان ثقة، مأمونا. وجعل يعظم أمره، وهذه الدار التي فيها الجبان دارهم، قلت "فكيف وقع إلى "البصرة قال: في ميراث له، فتشبت به البصريون، وقالوا: حدّثنا، فأقام فيهم (١).

وقال ابن أبي العوام أيضا: حدّثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، قال: سمعت العبّاس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: ثم ذكر مثله، وزاد. قال يحيى بن معين: سمعت أبا نعيم، يقول: زفر بن الهذيل من خيار الناس. وأراني أبو نعيم منزل زفر بـ "الكوفة" في جبانة "كندة" في وسط الجبان، وجعل أبو نعيم يثني عليه. وبه إلى أبي بشر عن يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثني محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدّثني أبي ثنا إبراهيم بن المغيرة، قال: قيل لوكيع بن الجرّاح: تختلف إلى زفر؟! فقال: غررتمونا عن أبي حنيفة حتى فات، فتريدون أن تغرونا عن زفر، حتى نحتاج إلى أبي أسيد (٢) وأصحابه.


(١) لزفر رحلتان إلى البصرة احداهما في حياة الإمام عثمان بن مسلم البتى ثانيتهما بعد وفاة أبي حنيفة فاستقر بها. (ز)
(٢) في مناقب الكردري، أن أسيدا هذا كان صباغا ببابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>