للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطحاوي: سمعتُ بكار بن قُتيبة، يقول: سمعت هلال بن يحيى الرأي (١)، يقول: كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد إلى الكعبة، فدخل معه بنو عمه.

قال: فرأيتهم جميعًا قيامًا وهو قاعد، وشيخٌ قاعد معه أمامه، فقلت لبعض من كان معي: من هذا الشيخ؟ فقال لي: هذا أسد بن عمرو قاضيه.

فعلمت أن لا مرتبة بعد الخلافة أجل من القضاء.

واختلف في وفاته، فقيل: سنة ثمان وثمانين ومائه، وقيل: سنة تسعين ومائة، والله تعالى أعلم.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى: قد اختلفت عبارات المحدّثين في توثيقه وتضعيفه، فقال يزيد بن هارون: لا يحلّ الأخذ عنه، وقال يحيى: كذوب، ليس بشيء. وقال البخاري: ضعيف. وقال ابن حبان: كان يسويّ الحديث على مذهب أبي حنيفة. وقال أحمد بن حنبل: صدوق، وقال مرّة: صالح الحديث. كان من أصحاب الرأي. وقال ابن عدي: لم أر له منكرا، أرجو أن لا بأس به. كذا في "ميزان الاعتدال في أسماء الرجال" للذهبي. ولقد صدق الكفوي في أن رواية أحمد عنه كاف في كونه ثقة، فقد ذكر أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرَّاني الحنبلي في "منهاج السنة"، وتقي الدين علي السبكي في "شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام"، وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" أن الإمام أحمد لا يروي إلا عن ثقة. وفي "طبقات القارئ" أسد بن عمرو بن عامر أبو المنذر القشيري البجلي الكوفي، صاحب الإمام وأحد الأعلام سمع أبا حنيفة، وتفقّه عليه.


(١) في النسخ "الرازي"، والصواب ما أثبته، وقد نبّه على هذا الخطأ صاحب الجواهر في ترجمة هلال بن يحيى الرأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>