بن حنبل، ويحيى بن مَعين، وعلي بن المديني، ومن جرى مَجْرَاهم في نباهة الذكر واستقامة الأمر، فلا يُسأل عن عدالة هؤلاء وأمثلاهم، وإنما يُسأل عن عدالة من خَفِي أمره، على الطالبين".
وقال الإمام العلامة الأصولي الناقد المحدث محقق الحنفية الكمال بن الحمام في "تحرير الأصول":
"عرف أن الشهرة معرِّف العدالة والضبط، كمالك، والسفيانين، والأوزاعي، والليث، وابن المبارك، وغيرهم، للقطع بأن الحاصل بها من الظن فوق التركية، وأنكر أحمد على من سأله عن إسحاق، وابن مَعين عن أبي عبيد، وقال: أبو عبيد يُسأل عن الناس". ا هـ (١).
وقال الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد العلي بن نِظام الدين الأنصاري السِّهالوي اللَّكْنَوِي بَحْرُ العلوم مَلِكُ العُلماء:
" (مسئلة: مُعرِّف العدالة) أمور منها: (الشهرة)، والتواتر، (كمالك) الإمام، و (الأوزاعي، و) عبد الله بن المبارك وغيرهم)، كالإمام الهُمام أبي حنيفة وصاحبيه وبواقي أصحابه، والإمام الشافعي، وأحمد بن حنبل، وسائر الأئمة الكرام قُدِّس سِرُّهم، (لأنها فوقَ التزكية) في إفادة العلم بالعدالة. (ولهذا) أي لأجل كونِ الشُّهرة فوق التزكية (انكَر أحمدُ) بن حنبل (على من سأله عن إسحاق بن راهويه: هو عدْلٌ أم لا؟ (و) أنكر يحبي (بن مَعين على من سأله عن أبي عبيد، فقال ابن مَعين: (أبو عُبيد يُسأل عن
(١) راجع "التقرير والتحبير شرح التحرير" ٢: ٢٤٧ الطبعة الأولى ببولاق مصر سنة ١٣١٦.