ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: قَرَأَ رَحمَه الله تَعَالَى على عُلَمَاء عصره.
مِنْهُم: الْمولى الْفَاضِل خوجه زَاده، وبرع فِي الْعُلُوم الْعَرَبيَّة والشرعية، وَصَارَ مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس، ثمَّ انْتقل إلى إحدى الْمدَارِس الثمان، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة "قسطنطينية"، وَكَانَ فِي قَضَائِهِ مرضِي السِّيرَة، ومحمود الطَّرِيقَة.
وَكَانَ سَيْفا من سيوف الْحق، وَلَا يخَاف فِي الله تَعَالَى لومة لائم.
رُوِيَ أنه ذهب يَوْمًا إلى الْمَسْجِد بعمامة صَغِيرَة، وَلما خرج من الْمَسْجد طلبه الْوَزير إِبْرَاهِيم باشا لمصْلحَة اقْتَضَت حُضُوره، فَلم يُبدل عمَامَته، خوفًا من تَرْجِيح جَانب الْوَزير على الْمَسْجِد، فَلَمَّا رَآهُ الْوَزير عَليّ تِلْكَ الْهَيْئَة سَأَلهُ عَنْهَا، قَالَ فِي جَوَابه: حضرت خدمَة الْخَالِق بِهَذِهِ الْهَيْئَة، وَلم أجد فِي نَفسِي رخصَة فِي تَغْيِير الْهَيْئَة لاجل الْوَزير، فَوَقع هَذَا الْكَلَام عِنْد الْوَزير موقع الْقبُول وَالرِّضَا.
وَحَكَاهُ إلى السُّلْطَان بايزيد خان، فأرسل السُّلْطَان بايزيد خان إلى الْمولى الْمَذْكُور جوائز سنية لأجل فعله الْمَذْكُور.
وَله عدَّة مصنّفات، مِنْهَا "حَاشِيَة شرح المطول" للتلخيص، وَ"شرح الْوِقَايَة" فِي الْفِقْه، وَله مُخْتَصر فِي علم أصول الْفِقْه، سَمَّاهُ "الْوَجِيز"، وَكتاب فِي علم الْمعَانِي.
توفّي فِي حُدُود التسْعمائَة، وَدفن فِي جنب مكتبه الَّذِي بناه عِنْد جَاْمع السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِمَدِينَة "قسطنطينية"، روّح الله تَعَالَى روحه وَنوّر ضريحه.
* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute