احتوى على المسائل، التي يغلب وقوعها، وتمسّ الحاجة إليها بدون التعرض للفروض النادرة.
وبجانب ذلك نرى أن الإمام قاضي خان يسلك فيه مسلك الترجيح عند تعدّد الروايات من أئمة المذهب المتقدّمين وكثرة الأقاويل من المتأخّرين، وكلّ ذلك جعل هذه المجموعة الطيبة المختارة من الفتاوى تحوز القبول والاعتماد لدى العلماء.
يقول حاجي خليفة في بيان وصفه وأهميته: هي مشهورة، مقبولة، معمول بها، متداولة بين أيدي العلماء والفقهاء، وكانت هى نصب عين من تصدّر للحكم والإفتاء.
ووصفها العلامة اللكنوي بقوله: وله الفتاوى المشهورة المتداولة. . . انتفعت بفتاواه، وهى في أربعة أسفار معتمدة عند أجلّة الفقهاء، حتى قال قاسم بن قطلوبغا في "تصحيح القدوري": ما يصحّحه قاضي خان مقدّم على تصحيح غيره، لأنه فقيه النفس.
أما طريقته وترتيبه ومنهجه الذى وضعه المؤلّف نصب عينيه في الفتاوى، فخير ما عبّره هو نفسه في فاتحة الكتاب قائلا: ذكرت في هذا الكتاب من المسائل التي يغلب وقوعها، وتمس الحاجة إليها، وتدور عليها واقعات الأمة، ويقتصر عليها رغبات الفقهاء والأئمة، وهي أنواع وأقسام: فمنها: ما هى مروية عن أصحابنا المتقدّمين، ومنها: ما هي منقولة عن المشايخ المتأخّرين، رضوان اللَّه عليهم أجمعين، ورتّبته ترتيب الكتب المعروفة.
ونظرا إلى عظم أهمية الكتاب وشهرته العلمية، اهتمّ بعض العلماء باختصاره وتلخيصه، منها:
"مختصر قاضي خان"، للشيخ محمد ابن مصطفى بن الحاج محمد أفندي: