ذكره العلامة عبد الحى الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: تنبّل في أيام أبيه، وفتح بلاد "طبرستان"، وبلد "الجبل" و"أصفهان" وغيرها، وقلّده الإمام القادر بالله "خراسان"، ولقّبه "الناصر لدين الله"، وخلع عليه، وطوقه سوارا كلّها في حياة والده، وكان بـ"أصفهان" حين توفي والده بـ"غزنة"، وقام بالأمر بعده ولده محمد بوصيته، واجتمعت عليه الكلمة.
فلما بلغه الخبر سار إلى "خراسان"، كتب إلى أخيه محمد أنه لا يريد من البلاد، التي وصَّى له أبوه بها شيئا، وأنه يكتفي بما فتحه من بلاد "طبرستان" وغيرها، ويطلب منه الموافقة، وأن يقدمه فى الخطبة على نفسه، فأجابه محمد جواب مغالط، وكان محمد هذا سيئ التدبير، منهمكا في لذّاته، فسار إلى أخيه مسعود محاربا له، وكان بعض عسكره يميل إلى مسعود لكبره وشجاعته، ولأنه قد اعتاد التقدم على الجيوش وفتح البلاد، وبعضها يخافه لقوة نفسه، فثار بمحمد جنده، فأخذوه، وحملوه إلى قلعة، ووكلوا به، واستقرّ الملك لمسعود.
وفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة سير عسكرا إلى "التيز" و"مكران"، فملكها وما جاورها، وفي تلك السنة سير عسكره إلى "كرمان"، فملكوها، وفي تلك السنة عصى نائبه في أرض "الهند" ارياق الحاجب، فاستقدمه إلى معسكره بـ"بلخ"، واحتال لقدومه إليه، فأمنه أحمد بن الحسن المهمندي الوزير، وتلقاه مسعود بالرحب والإكرام، وأوقعه في اللذات والخمور، فلما غفل عن المكيدة قبض عليه، وولي على بلاد "الهند" أحمد نيالتغين الحاجب.