أما في حياتي التعليمية فقد سعدت بالتلقّي من العلماء المنقطعي النظير في عهدهم، فقد أنهيت حفظ القرآن الكريم، وتعلّمت التجويد والقراءات على الشيخ المقرئ عبد الوحيد، واجتزت المراحل الفارسية والأردية على الشيخ محمد ياسين المتوفى ١٣٥٥ هـ، والد الشيخ المفتي الأكبر محمد شفيع الديوبندي ثم الباكستاني المتوفى ١٣٩٦ هـ، وتلقّيتُ شتى الفنون من الشيخ غلام رسول الهزاروي، المتوفى ١٣٣٧ هـ، وعلوم الكتاب والسنة من كلّ من الأستاذ الأكبر الشيخ العلامة السيّد أنور شاه الكشميري، وشيخ الإسلام العلامة شبير أحمد العثماني، والمفتي الأكبر الشيخ عزيز الرحمن العثماني، وفخر الهند الشيخ حبيب الرحمن العثماني، والشيخ السيّد أصغر حسين الديوبندي، والشيخ إعزاز علي الأمروهوي، والشيخ محمد إبراهيم البلياوي.
وأجد في قائمة زملائي في التحصيل كبار العلماء، وأخصّ بالذكر منهم أولئك الذين عشت معهم معظم أوقات الدراسة، وهم: الشيخ محمد شفيع العثماني، المفتي الأكبر بـ "باكستان"، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، المتوفى ١٣٩٤ هـ، والشيخ السيّد بدر عالم الميرتهي المهاجر المدني، المتوفى ١٣٨٥ هـ، والشيخ ميرك شاه الكشميري، وهم جبال في العلم لا تسخر.
أما المفتي عتيق الرحمن العثماني المتوفى ١٤٠٤ هـ، والشيخ محمد منظور النعماني المتوفى ١٤١٧ هـ، والشيخ السيّد محمد ميان الديوبندي الدهلوي، المتوفى ١٣٩٥ هـ، فهم تخرّجوا من دار العلوم ديوبند من بعدي.
أما العطف غير العادي الذي حظيت به من قبل الأساتذة، فيكفي أن أذكر في ذلك قصّة واحدة، وهي أن العلامة شبّير أحمد العثماني كان أستاذا في الجامعة بقسم الدراسات العليا، وكان مرهف الحسّ للغاية، فكان يستاء من تقصير طفيف، فحدث أن قبع في بيته مستاء على خطأ من الطلَّاب، وأوقف حضوره للتدريس في حصصه المفوّضة له، فشقّ ذلك عليهم كثيرا،