عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، رأيتُه جالسا على السرير، وبجانبه الآخر امرأة بيضاء كالبدر المنير.
فقال عليه الصلاة والسلام: أنكحْني هذه المرأة ذات الإكرام، فذهبتُ إليها وقلتُ لها: قد أنكحتُك النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: قبلتُ متبسّمة بما حصل لها من النعم، فقام رسول الله صلى الله وسلّم، وطلبني، وذهب إلى حجرة، فذهبتُ على أثره، ودخلتُ الحجرة، فاستيقظتُ، وعبّرتُ الرؤيا بما عبّرتُ، وشكرتُ الله على ما شكرتُ.
ثم وصل إليّ مكتوب العلامة المذكور المشعر بالسرور والحبور من "مكّة المكرّمة" ذات المشاهد المعظمة، زادها الله شرفا وتعظيما وكرامة وتكريما، ما ملخّصه: أن هديتكم وصلتْ إليّ يوم العيد، وأزهارها قد زهرت لديّ في الساعة المباركة والحين السعيد، في جماعة من أحبابي وملأ من أصحابي، فطالعوها، وسرحوا الأنظار في مبانيها، وطرحوا الأفكار في معانيها، وفرحوا فرحا لا يسعه البيان، ودعوا لكم دعاء يضيق منه نطاق البيان.
ثم وصل إليّ من بعد شهر مكتوب آخر من لديه، مخبرا أن شيخ العلماء قد دعا لكم في المسجد الحرام رافعا يديه، وفي طي هذا المكتوب والسفر الحسن الأسلوب كانت الإجازة المطلوبة، التي هي الدرّة المكنونة المرغوبة، وصورتها هذه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل السنّة الغرّاء أضوأ من الصبح الأبلج، كما أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها غير ذي عوج، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمد خير مرسل وأفضل مَنْ إلى السماء عرج، وأعظم من أوتي الحكمة، وجاء بالمعجزات والحجج، وعلى آله طيّبي الأرج وعوالي الرتب والدرج، وأصحابه الذين بذلوا في إحياء سننه المهج، ومن في نظام سلكهم اندرج.