أما بعد! فقد التمس مني الشيخ الفاضل السابق في حلية الفضائل الباذل في تحصيل العلوم الشرعية الجهد المشمّر في اقتناصها عن ساعد الجدّ مولانا العلامة الفهّامة المحقّق المدقّق المولوي محمد ظهير أحسن، أدام الله بقاءه، وزاد كل يوم في مصاعد الفضل ارتقاه الإجازة فيما تجوز لي روايته، وتصحّ لي درايته، فأجبته لذلك، واسعفته إلى ما هنالك، وأني أحقر من أن أكون من فرسان هذا الميدان، وأقلّ من أن أذكر بلسان، أو يشار إليّ ببنان:
ولكن البلاد إذا اقشعرّت … وصوخ نبتها رعي الهشيم.
فأقول: قد أجزتُ الهمام المذكور بجميع ما يجوز لي روايته من كتب الحديث، كالكتب الستة والجوامع والسنن والمسانيد والأجزاء والمشيخات والمستخرجات والمستدركات والمسلسلات، وغير ذلك، ومن كتب التفسير وعلومه، كعلوم الحديث وأصوليهما وسائر المؤلّفات في المنقول والمعقول، وبالطريقة العالية الصوفية الصافية، قدّس الله أسرارهم، وبجمع الأوراد والأذكار، وغيرها، إجازة عامة تامة، كما أجازني شيوخنا الأجلّاء الأعلام النبلاء الكرام.
منهم: حامل لواء الرواية والإسناد، أمين الله على العباد، ملحق الأحفاد بالأجداد، ولي الله الكامل، جامع فنون العلوم وشتّات الفضائل، مولانا المفسّر المحدّث الحاج الشاه الحافظ عبد الغني الدهلوي المدني، قدّس سرّه، ومولانا المفسّر المحدّث محمد قطب الدين الدهلوي المكّي رحمة الله عليه، عن مولانا محمد إسحاق الدهلوي المكّي وغيره من علماء الحرمين الشريفين، و"الهند" و"الروم" إلى آخر السند المشهور المذكور في "حصر الشارد"، و"الانتباه"، و"اليانع الجني"، والرسالة المسماة بـ "العجالة النافعة"، وغيرها، وأوصي المجاز المذكور بتقوى الله تعالى، ولزوم طاعته وملازمة العلم والذكر، لا سيّما بلا إله إلا الله، وأوصيه بالشفقة والرأفة بالمؤمنين، خصوصا المقبلين على العلم والمتوجّهين، وأسأله أن لا ينساني من صالح دعواته في خلواته وجلواته، ووالدي