الثانية والعشرين بعد الألف وثلاثمائة من هجرة سيّد المرسلين، وإلى وطنه المالوف نيمي حملوه، وبها يوم السبت دفنوه.
ثم الأولى بنت الخالة أنها ماتت ليلة الجمعة من سلخ ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وثلاث عشرة مائة من الهجرة النبوية، وهي إلى جنبه الأيمن مدفونة، والآخرة الآن في قيد الحياة، نسئل الله عالم الخفيّات أن يغفر الخطيّات للمؤمنين والمؤمنات.
وللنيموي تأليفات مفيدة في فنون عديدة، منها:"آثار السنن"، وكان له الفراغ من تسويد جزءها الثاني في عام أربعة عشر وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة، كما صرّح هو بنفسه في الورقة الأولى من كتابه المجلّى، ولم يتفق له إتمامها، لأنه مات في أثناء تأليفها، لكنه أتم كتاب الصلاة، فإني وجدت بخطّه الجزء الثالث من كتاب الزكاة إلى ما لا يفيد إشاعته إفادة تامة، ومنها:"حبل المتين في الإخفاء بآمين"، و"جلاء العين في ترك رفع اليدين"، و"وسيلة العقبى في أحوال المرضى والموتى" بالفارسية، و"لامع الأنوار"، و"أوشحة الجيد في بيان التقليد"، و"إزاحة الأغلاط"، و"مثنوي سوز وكداز"، وغير ذلك. كتبه ابن النيموي سنة ١٣٤٣ ألف وثلثمائة وثلث وأربعين هجرة.
قلت: ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: سافر إلى "لكنو"، وقرأ على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي، وعلى غيره من العلماء، وبايع الشيخ الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المرادآبادي، واشتغل بقرض الشعر مدّة طويلة، ثم وفّقه الله سبحانه لخدمة الحديث الشريف، وكان قد رأى ذات ليلة في المنام أنه يحمل فوق رأسه جنازة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، فعبّر هذا الرؤيا بأن يكون حاملا لعلمه، فشمّر عن ساق الجدّ، واشتغل بالحديث.