للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغازي فوري، المتوفى سنة ١٣٣٧ هـ، ومولانا محمود حسن الديوبندي، الملقّب بشيخ الهند المتوفى ١٣٣٩ هـ (١).

هذا وقد تتلمذ للشيخ محمود حسن الديوبندى جم غفير لا يحصون كثرة، ومنهم الشيخ العلامة محمد أنور شاه الكشميري الديوبندي، الذي كان إماما في عصره في الحديث، والأدب العربى والتفسير وسعة الاطلاع، والعلوم العقلية والنقلية، وكان الشيخ محمود حسن الديوبندي إذ ذاك شيخ الحديث، وشيخ دار العلوم الديوبندية، ولنبوغ الشيخ الكشميرى، وبراعته في العلوم لما سافر الشيخ العلامة محمود حسن إلى "الحجاز" سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وألف استخلف العلامة الكشمري لتدريس الحديث، وولاه رياسة التدريس في دار العلوم.

ودرس في هذه المدة "جامع الترمذى"، و"صحيح البخاري"، وبقى على ذلك مدة ثلاث عشرة سنة وقد دفع الله به الأمة، وتخرّج عليه عدد كثير من الفضلاء.

وعند ما أراد الشيخ العلامة الكشميري الرحيل من دار العلوم الديوبندية، والإقامة بـ"دابيل" رافقه شيخنا العلامة البنوري رحمه الله، وقرأ في "دابيل" "صحيح البخارى"، و"جامع الترمذي" على شيخه الكشميري، ولازمه، ولم يبق معه كتلميذ فقط، بل كان له تلميذا بارا وابنا روحيا ومحبا صادقا، ما جعله يجذب علوم شيخه وتقواه وآدابه وشعاره، وميزاته ومزاياه، فكان خير خلف لشيخه، وخير ترجمان له، نفع الأمة بتحقيقات شيخه القيمة، التي لا يبلغ كنهها كل أحد، إلا من رزقه الله ذهنا لاقبا، وذكاء وفطنة، وبراعة ونباهة.


(١) الثقافة الإسلامية في الهند ص ١٣٥ - وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>