عند أستاذه أبي يوسف كما في تلك الروايات، وسهره في سبيل العلم أربعين سنة، هكذا جعله خالد الذكر بين فقهاء هذه الأمة.
وبطريقه ينقل ابن جرير مذاهب فقهاء "الكوفة" في اختلاف الفقهاء في حين أنه يهمل بالمرّة ذكر آراء أمثال الإمام أحمد وداود في الفقه، لأنهم ليسوا بفقهاء في نظره، وهذا موقف عبرة لمن يعتبر، والحسن بن زياد على براعته هكذا في الفقه كثير الحديث.
قال الصيمري: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الحلواني، قال: حدّثنا مكرم، قال: حدّثنا أحمد، قال: سمعت ابن سماعة قال: سمعت الحسن بن زياد، قال: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث، كلّها يحتاج إليها الفقهاء، وهذا ليس بعدد قليل في أحاديث الأحكام في حين أن أحاديث أبي حنيفة أربعة آلاف حديث نصف ذلك عن شيخه حمَّاد، والباقى عن سائر مشايخه، كما روي ذلك الحسن بن زياد على ما في "مناقب الموفق"(١ - ٩٦)، وأحاديث مالك المسندة في "الموطأ" نحو ستّمائة حديث.
وفي "مناقب الكردري"(٢ - ٢٠٩) ذكر السمعاني عن الفتح بن عمرو عنه، قال: وافيت "مكة"، فإذا أنا بيحيى بن سليم الطائي جالسا، ونفر يقرأون "كتاب المناسك " لابن جريج، وكان يقول: قال لي عطاء، وسألت عطاء، فأُعجب بها، وقال: أين أبو حنيفة من هذه المسائل؟ فقلت: قد جاء وقت الكلام، فقلت له: رحمك الله أما الإمام فقد مضى لسبيله، وأنا من أصغر تلامذته، أفتأذن لي في الكلام؟ فقال لي: من أنت؟ فقلت: الحسن بن زياد، قال: لا، فلو أذنْ لي في الكلام لتركته نكالا للعالمين. أقول: وهو كذلك، فأنى يقوى مثل يحيى بن سليم أمام هذا الجدلي العظيم؟
وقال نصير بن يحيى: سأل رجل خلف بن أيوب عن مسألة، فقال: لا أدري، فقال: دلَّني على من يعرف، قال: الحسن بن زياد بـ "الكوفة"، قال: إنه