بن زياد، ولا أقرب مأخذا، ولا أسهل جانبا. قال: وكان الحسن يكسو مماليكه مما يكسو نفسه.
قال الحافظ عبد القادر القرشي: كان الحسن محبا للسنّة واتباعها، حتى كان يكسو مماليكه كما كان يكسو نفسه، اتباعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألبسوهم مما تلبسون.
وقال الصيمري: حدّثنا العبَّاس، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، حدّثنا علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد، عن أبيه أن الحسن بن زياد استفتى في مسألة، فأخطأ، فلم يعرف الذي استفتاه، فاكترى مناديا، فنادى أن الحسن بن زياد استفتي يوم كذا وكذا في مسألة، فأخطأ، فمن كان أفتاه الحسن بن زياد بشيء فليرجع إليه. قال فمكث أياما لا يفتي، حتى وجد صاحب الفتوي، فأعلمه أنه أخطأ، وأن الصَّواب كذا وكذا، فهل يتصوّر أن يفعل مثل هذا من لا يكون ملء إهابه خوف الله جلّ شأنه.
وقال الصيمري: أخبرنا أحمد بن محمد الصيرفي، قال: حدّثنا علي بن عمرو الحريري، قال: حدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدثني محمد بن منصور، قال: حدّثنا محمد بن عبيد الله الهمذاني، قال: سمعتُ يحيى بن آدم، يقول: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد. ومن علم من هو يحيى بن آدم، ومن رآهم من الفقهاء، علم مبلغ أهمية هذه الشهادة منه لحسن بن زياد.
وقال الصيمري: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي بن عمرو، قال: حدّثنا القاضي النخعي، قال: حدّثنا علي بن عبيدة قال: حدّثنا محمد بن شُجاع، قال: حدثني علي بن صالح، قال: كنا عند أبي يوسف، فأقبل الحسن بن زياد، فقال أبو يوسف: بادروه، فاسئلوه، وإلا لم تقووا عليه، فأقبل الحسن بن زياد، فقال: السَّلام عليكم يا أبا يوسف! ما تقول؟ متصلا بالسلام، قال: فلقد رأيتُ أبا يوسف يلوي وجهه إلى هذا الجانب مرّة،