للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من ذرّية الشيخ فريد الدين العطّار، صاحب "تذكرة الأولياء".

ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: سافر في صغر سنّه إلى "كُجْرَات"، وقرأ العلم على الشيخ وجيه الدين نصر الله العلوي الكجراتي، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن طاهر بن علي الكجراتي، ولازمه عشر سنين، وأرسل إليه والده الخرقة، رجع إلى "كواليار" (١) بعد وفاة أبيه سنة سبعين وتسعمائة، وأقام بها زمانا، ثم دخل "أكبرآباد"، وسكن بها، وصرف خمسا وثلاثين سنة في نشر العلم والمعرفة.

وكان شيخا وقورا، عظيم الهيئة، عارفا بدقائق التصوّف والتفسير والحديث وأقوال المشايخ، حلوّ الكلام، يدرّس في علوم عديدة، حصل له القبول التامّ عند عوام أهل البلد والوجاهة عند الأمراء، استقدمه أكبرشاه بن همايون السلطان غير مرة، وتمتع بصحبته.


= وأخذ عنه السيّد صبغة الله بن روح الله الحسيني البروجي المهاجر إلى المدينة المنورة، فوصلت هذه الطريقة بواسطته إلى بلاد العرب، ومنهم: الشيخ لَشْكر محمد العارف، أخذ عنه الشيخ عيسى بن قاسم السندي، وبلغها إلى معظم المعمورة، وأما الجهة الأخرى فهي جهة الشيخ على بن قوام الجونبوري، فإنه أخذ عن الشيخ عبد القدّوس النظام آبادي، عن الشيخ حافظ واسطه كارْ، عن الشيخ عبد الله المذكور. انظر: الثقافة الإسلامية في الهند ١٨٦.
* راجع: نزهة الخواطر ٥: ١٩٩ - ٢٠١.
(١) "كواليار" بفتح الكاف الفارسية والواو، كسر اللام، وفتح الياء من تحت، بعدها ألف، وراء مهملة، ويقال لها: "والير" بدون الألف بعد التحتية، حصن منيع على قامة جبل شاهق، كأنه منحوت من الصخر، لا يحاذيه جبل، وبداخله برك الماء، وأسفل الحصن مدينة حسنية مبنية كلّها من الحجارة المنحوتة، ومساجدها ودورها، وهي الآن في أيدي "مرهته" تحت سلطة الإنكليز، ومدينة "كواليار" قاعدة بلادهم، يسكن بها ملوك "سيندهيا"، وفيها قبر الشيخ محمد الغوث الكواليري رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>