وذكره البدايوني في "تاريخه"، وقال: إني لقيته بـ "أكبرآباد" سنة سبعين وتسعمائة، فحضرت بين يديه بدون معرف يعرفنيه، فحيّيتُه على الوجه المسنون، فشقّ عليه، لأنه كان معتادا بالآداب المرسومة، فسألني: من أين أنت قادم؟ فقلت: من "سَهْسَوَان"، وكان الوالي بها أحد أصحاب والده محمد غوث، فنظر إلىّ بعين الاحتقار، وسألني عن علوم قرأتها، فقلت: إني كنت قرأت صغار الكتب الدرسية في كلّ علم وفن، فطفق يستهزأ بي، وأشار إلى بعض أصحابه - وقد رأيت ذلك - فقال ذلك الرجل: إني شممت رائحة عطرة، فتشوش دماغي بذلك، فقال رجل آخر: قد عضّه كلب كلب مرّة، فكلما يشقّ رائحة عطرة يتشوش بها دماغه، ويجن ويؤذي الناس يعضدّهم إلى الشيخ من الأقطار البعيدة لينالوا مآربهم، وهو لا يقدر أن يعالج من يعضه الكلب العقور! فقالوا: إنك تستطيع أن تعالجه؟ فقلت: نعم، فقالوا: ما العلاج؟ فقلت: النعال والأحجار تضرب بها على رأسه، فلمّا علم الشيخ أن سهامه لم تصب الغرض رجع إلى مكانه، واشتغل بذكر الله سبحانه وفتح القرآن، وشرع في الدرس يتكلّم عن بعض آيات سورة البقرة، وفسّرها بالغرائب، فقلت: هل هي مستندة إلى تفسير يعتمد عليه؟ فقال: إني أقول: من باب الإشارة، وهو واسع، فقلت: هل هو من الحقيقة أو المجاز؟ فقال: من باب المجاز، فقلت: ما العلاقة بين معناه الحقيقي والمجازي؟ فبهتَ، وصار يخبط خبطَ عشواءَ. انتهى.
توفي لثلاث ليال خلت من رمضان سنة خمس وألف، كما في "مآثر الأمراء".