تاتارخان، وسمّاه باسمه، وكان فيروز شاه يريد أن يسمّيه باسمه، فلم يقبله لصداقة كانتْ بينه وبين تاتارخان، كما في "كلزار أبرار".
قال الفاضل الجلبي في "كشف الظنون": هو كتاب عظيم في مجلّدات، جمع فيه مسائل "المحيط البرهاني"، و"الذخيرة"، و"الخانية"، و"الظهيرية". وجعل الميم علامة لـ "لمحيط"، وذكر اسم الباقي، وقدّم بابا في ذكر العلم، ثم رتّب على أبواب "الهداية"، وذكر أنه أشار إلى جمعه الخان الأعظم تاتارخان، ولم يسمّه، ولذلك اشتهر به. وقيل: إنه سمّاه "زاد المسافر".
ثم إن الإمام إبراهيم بن محمد الحلبي، المتوفى سنة ستّ وخمسين وتسعمائة لخّصه في مجلّد، وانتخب منه ما هو غريب، أو كثير الوقوع، وليس في الكتب المتداولة، والتزم بتصريح أسماء الكتب، وقال: متى أطلق "الخلاصة"، فالمراد به "شرح التهذيب"، وأما المشهورة فتقيد بالفتاوى. انتهى.
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب:"زاد المسافر" في الفروع، وهو المعروف بـ "الفتاوى التاتارخانية" لعالم بن علاء الحنفي، المتوفّى سنة ٢٨٦ هـ ستّ وثمانين ومائتين، انتخبها إبراهيم بن محمد الحلبي، أوله: الحمد لله ربّ العالمين. انتهى.
وأنت تعلم ما ذكرنا من سنة وفاته، لعلّه التبس عليه عدد السبع بالاثنين، لأنهما متقاربان في الشكل، فالمظنون أنه توفي سنة ستّ وثمانين وسبعمائة.
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: قرأتُ بخطِّ صاحبِنا الفاضل البارع، أحمد جلبِي بن قاضي القضاة حسن بن عبد المحسن، ما صورته: قال العبدُ الملْتجِي إلى رحمة الغَفّار، المنْتَسِبُ إلى الأنصار، عالم ابن العَلا، عصمَه الله من الزيغ والهوى، وهَداه إلى المنْهَج السَّوا.
ثم قال أحمد جلبي المذكور: هذه عبارة صاحب "الفتاوى التاتارخانيَّة"، في أوَّلها. انتهى.