للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحارث الأستاذ السبذموني *


= ما اختاره، واستحسنه، وهي حالة بعيدة غير واقعة لبعد العهد من زمان الوحي، واحتياج في كثير، مما لا بدّ في علمه إلى من مضى من رواة الأحاديث على تشعّب متونها وطرقها، ومعرفة مراتب الرجال ومراتب صحة الحديث وضعفه، وجمع ما اختلف فيه من الأحاديث والآثار، ومن معرفة غريب اللغة، وأصول الفقه، ومن رواية المسائل، التي سبق التكلّم فيها من المتقدّمين، مع كثرتها جدّا، وتباينها، ومن توجيه أفكاره في تمييز تلك الروايات، وعرضها على الأدلة، وإنما كان هذا يتيسر للطراز الأول من المجتهدين، حين كان العهد قريبا، والعلوم غير متشعّبة، على أنه لم يتيسّر ذلك أيضًا، إلا للنفوس القليلة، وهم مع ذلك كانوا مقتدين بمشايخهم، معتمدين عليهم، ولكن لكثرة تصرّفاتهم في العلم صاروا مستقلّين. انتهى. وهو كلام حسن جدّا، ينبغي الاعتناء به، وحفظه. وقال أحمد بن حجر الهيتمي المكّي الشافعي في رسالته "شنّ الغارة على من أظهر معرة تقوله في الخنا وعواره": المجتهد إما مجتهد مطلق، أو منتسب، أو مجتهد مذهب أو فتوى، ثم مجتهدوا المذهب هم أصحاب الوجوه، وهي كما قال النووي عن ابن الصلاح لأصحاب الشافعي: المنتسبين إلى مذهبه، يخرّجون المسائل على أصوله، ويستنبطونها من قواعده، ويجتهدون في بعضها. انتهى. وفيه تفصيل حسن لبيان أقسام الاجتهاد والإفتاء، وتقسيم التخريج والترجيح، وذكر بعض من اتصف بها من العلماء، فليرجع إليه.
* راجع: الفوائد البهية ص ١٠٥، ١٠٦.
وترجمته في الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٢٣٣، والأنساب ٣٠، ٢٨٩، وتاج التراجم ٣٠، ٣١، وتاريخ بغداد ١٠: ١٢٦، ١٢٧، وتبصير المنتبه ٣: ١٢٢، وتذكرة الحفاظ ٣: ٨٥٤، والجواهر المضية، برقم ٧٣٤، ودول الإسلام ١: ٢١١، وسير أعلام النبلاء ١٥: ٤٢٤، ٤٢٥، وشذرات الذهب ٢: ٣٥٧، والعبر ٢: ٢٥٣، والفوائد البهية ١٠٤ - ١٠٦، وكتائب أعلام الأخيار برقم ١٥٩، وكشف الظنون ١: ٤٨٥، ٢: ١٨٣٧، واللباب ١: ٣٩، ٥٢٨، =

<<  <  ج: ص:  >  >>