أنا ابن زرقويه، أنا ابن السماك، ثنا محمد بن إسماعيل التمار، حدّثني أحمد بن خالد، سمعتُ المقدمي بـ"البصرة"، قال الشافعي: لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما، أنفقت على كتبه ستين دينارا، حتى جمعني وإياه مجلس هارون، فقال يا أمير المؤمنين! إن أهل "المدينة" خالفوا كتاب الله وأحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، فأخذني ما قدم وما حدث! فقلت: أراك قد قصدت أهل بيت النبوة، وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، وعمدت تهجوهم.
قال الإمام الناقد البارع المحدّث الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه" للذهبى ما نصّه:
أحمد بن على في السند المذكور هو الخطيب البغدادي، تناوله المسكر في "معجم الأدباء" لياقوت من رواية الحافظ عبد العزيز النخشي وافتتانه بالولدان وتغزله فيهم وأهواؤه القاصمة، لظهره الكاشفة لستره في عدة كتب لابن الجوزي ولسبطه. وفي "السهم المصيب" للملك المعظم عيسى الأيوبى وغيرها، وقد حاسبناه على افتراءاته على الإمام الأعظم فقيه الملة أبي حنيفة النعمان في "تأنيب الخطيب" وعلى نهشه لأعراض أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وغيرهما، بأدلة ظاهرة، تراه يكثر من الرِّواية عن ابن رزقويه بالرزم والزكائب بعد أن عمي وهرم، ولا يفعل مثل ذلك، إلا من هانت عليه مخادعة المسلمين.
وأبو عمرو بن السماك عثمان بن أحمد الدقاق في السند رواية الفضائح بأسانيد مظلمة، حتى عند الذهبي والتمّار مجهول الصفة، غير موثق، وإن ترجم له في "تاريخ الخطيب"، وأحمد بن خالد الكرماني مجهول.
والحكاية مكذوبة على الشافعي، وهو على قوة حجاجه ليس ممن يلجأ إلى تقويل من يرد عليه ما لم يقله.