وكان في عمل الحجّاج كلّ شئ. أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو عن على بن أبي طالب رضي الله عنه، إلخ.
واحتجّ بما قال الذهبي في "تذهيب التهذيب": إن الحسن روى عن عثمان، وعن علي، وبما قال على القارئ في "شرح النخبة"، ثم احتجّ بسند تلقين الذكر من طريق الحسن، وأطال الكلام عليه.
والباب الثالث في الأحاديث واتصالها، واحتجّ عليه بما روي عن الحسن عن علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير، حتى يبلغ، وعن النائم، حتى يستيقظ، وعن المصاب، حتى يكشف عنه. رواها بطرقها المذكورة في المجاميع والمسانيد.
ثم قال: إن هذا الحديث متّصل على مذهب الإمام أحمد، فإنه معنعن، وكلّ معنعن متصل عنده، كالجمهور، إذا خلي من شبهة التدليس، وكذا هو متصل على مذهب الترمذي، لأنه إما أن يكتفى في الاتصال بالمعاصرة، كالجمهور، أو يشترط اللقاء كبعضهم، وكلامهما ثابت عنده كغيره، وكذا هو متصل على مذهب الإمام مسلم، فإنه يكتفى في الاتصال المعاصرة، ثم نفل ذلك المبحث كلّه عن مقدّمة "صحيح مسلم" في عدّة صفحات، ثم قال: وكذا هو متصل على مذهب البخاري، وسائر النقاد معه لثبوت اللقاء عنده كغيره، وهو الشرط في الاتصال عنده، وإنما هو في "جامعه" لا في أصل الصحة.
ثم تكلّم على قول قتادة: فوالله ما حدّثنا الحسن عن بدري مشافهة، وفي هذا الباب وصل، ردّ فيه على ابن تيمية في إنكاره باتصال الخرقة.
والخاتمة في بعض الأحاديث المرويّة في باب الرقاق، إلخ.
مات لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين ومائة وألف ببلدة "دهلي"، فدفن بها.