أما المقدّمة الأولى ففي أن الحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بـ "المدينة الطيّبة"، فكان بها إلى أربع عشرة من سنّه، وقدم "البصرة" بعد مشهد عثمان بن عفان رضى الله عنه، واحتجّ في ذلك بما قال ابن الأثير في "جامع الأصول"، والخطيب التبريزي في "أسماء رجال المشكاة"، والمزّي في "التهذيب"، والذهبي "تذهيب التهذيب".
والمقدمة الثانية أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه كان بـ "المدينة الطيّبة" من حين ميز الحسن إلى أن بلغ أربع عشرة سنة، بل لم يخرج منها إلا بعد أربعة أشهر من مبايعته للناس، ذكره القضاعي في "تاريخه"، والديار بكري في "الخميس".
والمقدمة الثالثة أن السّماع في سنّ التمييز صحيح مقبول، سواء بلغ السامع الحلم أم لا، واحتجّ عليه بما صرّح به ابن الأثير في "جامع الأصول"، والسيوطي في "إتمام الدراية".
والمقدمة الرابعة أن الحسن ثقة مأمون شيخ شيوخ زمانه، وإمام أئمة أوانه عند الأئمة المحدّثين الكبار، بل عند الصحابة الأبرار، وأطال الكلام في ذلك.
أما الباب الأول ففى إثبات اللقاء، واحتجّ فيه بما قال العراقي في "شرح الترمذي" عند الكلام عبى حديث رفع القلم عن ثلاثة، والبخاري في "تاريخه الصغير" في ترجمة سليمان بن سالم القرشي، وغيرهما: إن الحسن رأى عليا بـ "المدينة"، ثم احتجّ بما قال الغزالي في "الإحياء"، وأبو طالب المكّي في "قوت القلوب": إن الحسن لقى عليا بـ "البصرة"، وقد أطال الكلام في تعظيم مرتبة الغزالي.
والباب الثاني في إثبات سماع الحسن عن علي رضي الله عنه، واحتجّ عليه بما روى المزّي في "تهذيب الكمال" أنه قال: إني في زمان كما تري،