للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رماني زماني فِي مقاحم هجره … وَمن عين عَيْني الدُّمُوع سجام

وأقرح اجفاني واحرق مهجتي … بِمَا صب عَيْني واستفاد غرام

فَلَا عبراتى بالعيون لتنتهي … وَلَا زفراتي بالفراق تضام

فيا ليت شعري ارى روح وَصله … ويرتاح قلب قد حواه ضرام

ايبدو لالام الْفِرَاق مفرق … ويرجى لأسباب الْوِصَال ضمام

طويت طوامير الْوَفَاء مغاضبا … اليست عهود بَيْننَا وذمام

فآها لأزمان الْفِرَاق وطولها … فساعة يَوْم من فراقك عَام

فَلَو فِي الفلا أشكو فَلَا شكّ أنه … ليبكي على حَالي الفلا وأكام

وَكَانَ اشتهاري باصطباري لمحنة … وَلَكِن صبرا فِي نواك حرَام

لقدك قد قَامَت حُدُود رشاقة … وخدك حد الْحسن فِيهِ تَمام

وَصَاحب مِصْبَاح الصباحة مصبحا … فانت وشمس سيد وَغُلَام

وَقَالَ بعد أبيات:

وَفَارَقت أبناء الزَّمَان جَمِيعهم … وَمَا للبيب باللئام لؤام

وَلَا لطف فِي خل من الْخَيْر قد خلا … وَلَا نفع فِي سحب لَهُنَّ جهام

لَهُم فِي أداء المنجيات تكاسل … لَهُم فِي لُزُوم المهلكات لزام

وَلَيْسَ لإقبال الزَّمَان إدامة … وَلَيْسَ لإدبار الدهور مدام

فَكل نَهَار يحدث اللَّيْل بعده … وَلَا ليل إلا من قَفاهُ عيام

فَلَا تَكُ مَسْرُورا وَلَا متحزنا … أتاك نَهَار أوْ عرَاك ظلام

كبو قلمون فِي التلون دَهْرنَا … وَلَيْسَ لما أبدى الزَّمَان دوَام

تعاقيب حالات الأنام كَمَا ترى … دَلِيل على هَذَا الْكَلَام تَمام

سرُور وأحزان شباب وَشَيْبَة … غنى واحتياج صِحَة وسقام

حَيَاة وَمَوْت لَذَّة وتألم … وعسر وَيسر محنة وحمام

ألا إنما الدُّنْيَا كأحلام نَائِم … فَعَن ذَاك إيقاظ الأنام نيام

<<  <  ج: ص:  >  >>