رماني زماني فِي مقاحم هجره … وَمن عين عَيْني الدُّمُوع سجام
وأقرح اجفاني واحرق مهجتي … بِمَا صب عَيْني واستفاد غرام
فَلَا عبراتى بالعيون لتنتهي … وَلَا زفراتي بالفراق تضام
فيا ليت شعري ارى روح وَصله … ويرتاح قلب قد حواه ضرام
ايبدو لالام الْفِرَاق مفرق … ويرجى لأسباب الْوِصَال ضمام
طويت طوامير الْوَفَاء مغاضبا … اليست عهود بَيْننَا وذمام
فآها لأزمان الْفِرَاق وطولها … فساعة يَوْم من فراقك عَام
فَلَو فِي الفلا أشكو فَلَا شكّ أنه … ليبكي على حَالي الفلا وأكام
وَكَانَ اشتهاري باصطباري لمحنة … وَلَكِن صبرا فِي نواك حرَام
لقدك قد قَامَت حُدُود رشاقة … وخدك حد الْحسن فِيهِ تَمام
وَصَاحب مِصْبَاح الصباحة مصبحا … فانت وشمس سيد وَغُلَام
وَقَالَ بعد أبيات:
وَفَارَقت أبناء الزَّمَان جَمِيعهم … وَمَا للبيب باللئام لؤام
وَلَا لطف فِي خل من الْخَيْر قد خلا … وَلَا نفع فِي سحب لَهُنَّ جهام
لَهُم فِي أداء المنجيات تكاسل … لَهُم فِي لُزُوم المهلكات لزام
وَلَيْسَ لإقبال الزَّمَان إدامة … وَلَيْسَ لإدبار الدهور مدام
فَكل نَهَار يحدث اللَّيْل بعده … وَلَا ليل إلا من قَفاهُ عيام
فَلَا تَكُ مَسْرُورا وَلَا متحزنا … أتاك نَهَار أوْ عرَاك ظلام
كبو قلمون فِي التلون دَهْرنَا … وَلَيْسَ لما أبدى الزَّمَان دوَام
تعاقيب حالات الأنام كَمَا ترى … دَلِيل على هَذَا الْكَلَام تَمام
سرُور وأحزان شباب وَشَيْبَة … غنى واحتياج صِحَة وسقام
حَيَاة وَمَوْت لَذَّة وتألم … وعسر وَيسر محنة وحمام
ألا إنما الدُّنْيَا كأحلام نَائِم … فَعَن ذَاك إيقاظ الأنام نيام