وأباده، وَذَلِكَ فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة، وَقد أناف عمره على سِتِّينَ سنة.
كَانَ رَحمَه الله عَالما فَاضلا محققا كَامِلا، عُزَيْر الْفَهم، كثير الإحاطة، وَاسع الْمعرفَة، مشاركا فِي الْعُلُوم النقلية، صَاحب الْيَد الطُّولى فِي الْفُنُون الْعَقْلِيَّة، "شرح تَهْذِيب الْمنطق"، و"التذكرة من علم الْهَيْئَة"، ورسالة الْمولى فِي الْفَنّ الْمَزْبُور، وَكتب فِيهِ متْنا لطيفا، وعلق حَاشِيَة على "شرح الْهِدَايَة الْحكمِيَّة" للْقَاضِي مير حُسَيْن، و"حاشية على شرح الطوالع" للأصفهاني، و"حاشية على شرح الْمولى جلال" للتهذيب، وحاشية على بعض الْمَوَاضِع من "شرح المواقف" للشريف الْجِرْجَانِيّ، و"حاشية على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ" إلى آخر الزهراوين، وَ"شرح شمائل النَّبِي" صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعربي والفارسي، وَجمع تَارِيخا كَبيرا على لِسَان فَارس من بَدْء الْعَالم، إلى زَمَانه، وَكتب على مَوَاضِع من "الْهِدَايَة"، ورسائل عديدة يطول ذكرهَا، وَقصد مُعَارضَة الْمُفتِي أبي السُّعُود فِي قصيدته الميمية، وكلف نَفسه مَا لَيْسَ فِي وَسعه، فَكَانَ فِي الآخر مصداق مَا قَالَه الشَّاعِر:
إذا لم تستطع أمرا فَدَعْهُ … وجاوزه إلى مَا تَسْتَطِيع