فرأى إمامه يرفع يديه عند الركوع وعند الرفع منه، فأعلمه الإتقاني أن صلاته باطلة على مذهب أبي حنيفة، فبلغ ذلك القاضي تقى الدين السبكي، فصنّف رسالة في الردّ عليه، فوقف عليها الإتقاني، فجمع جزأ في نقض ما قال، وأسند ذلك عن مكحول النسفي أنه حكاه عن أبي حنيفة. وبالغ في ذلك إلى أن أصغى إليه النائب، فبين بطلان كلامه. ووهاه تقي الدين السبكي، فرجع الأمير عنه. ثم دخل الإتقاني بـ "مصر"، فاستمرّ في معاداة الشافعية، وكان كثير التعاظم والتعصّب لنفسه جدا. وشرح "الهداية" شرحا حافلا، وحدّث بـ "الموطأ" برواية محمد بإسناد نازل جدا، وكان يكثر أكل الثوم النيّ، والزنجبيل الأخضر. أخبرني به الشيخ محب الدين. وكان قد لازمه، وأخذ عنه. انتهى. وفي "حسن المحاضرة" في ترجمته: درّس بـ "بغداد" و "دمشق"، ثم قدم إلى "مصر"، فدرّس بالجامع المارديني. وكان رأسا في مذهب الحنفية والفقه واللغة والعربية، صنّف "شرح الهداية"، و "شرح الأخسيكثي"، و "رسالة في عدم صحة الجمعة في موضعين من المصر". ولد في شوّال سنة خمسة وثمانين وستمائة. ومات في شوّال سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. وفي "بغية الوعاة" أمير كاتب بن أمير عمر بن أمير غازي أبو حنيفة قوام الدين الإتقاني الحنفي. وقيل: اسمه لطف الله، قال ابن حبيب: كان رأسا في مذهب الحنفية، بارعا في اللغة والعربية. قال ابن حجر: ودخل "مصر"، ثم رجع، فدخل "بغداد"، وولي قضاءها، ثم قدم "دمشق" ثانيا، سنة سبع وأربعين، وولي بها تدريس دار الحديث بالظاهرية بعد وفاة الذهبي. ثم دخل "مصر" سنة إحدى وخمسين، فأقبل عليه صرغتمش، وعظم عنده جدا، فجعله شيخ مدرسته التي بناها، وذلك في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. واختار لحضور الدرس طالعا، فحضروا والقمر في السنبلة، والزهرة في الأوج،