"مدينة السلام" سنة عشرين وسبعمائة. ووصل إلى ديار "مصر". في المحرّم من السنة الحادية والعشرين، فسألوه أن يشرح كتاب "الهداية"، فشرع فيه حين جاوز الثلاثين بعقد البنصر، مع رفع الوسطى والخنصر، وذكر فيه أنه يروي كتاب "الهداية" من خمس طرق: أحدها: ما أخبرني به سيدي وملجئي، فقيه الفقهاء، سيد العلماء، منبع الزهد والتقوي، معدن الفقه والفتوي، صاحب الكرامات العلمية، والمقامات السنية، مفخر المسلمين، برهان الملة والدين، أحمد ابن أسعد بن محمد الخريفعني البخاري، عن شيخيه العلامتين الغايتين في التبيان، الآيتين على مذهب النعمان، حميد الدين الضرير على بن محمد بن محمد الرامشي البخاري، وحافظ الدين الكبير محمد بن محمد ابن نصر البخاري، عن شيخهما العلامة المتقن شمس الأئمة محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي الكردري، عن صاحب "الهداية". انتهى. وقال أبو الوليد محمد بن الشحنة في حوادث سنة ٧٥٣ من كتابه "روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر": فيها توفي الشيخ قوام الدين أمير كاتب بن أمير عمر بن أمير غازي الفارابي الإتقاني الحنفي، مصنف "غاية البيان شرح الهداية"، و "التبيين شرح الأخسيكثي" ولي تدريس مشهد أبي حنيفة بـ "بغداد"، وقدم "مصر"، فأكرمه الأمير صرغتمش، وبنى له "المدرسة الصرغتمشية". انتهى. وفي "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" للحافظ ابن حجر العسقلاني أمير كاتب بن عمر الإتقاني الحنفي: ولد بـ "إتقان" في شوّال سنة خمس وثمانين وستمائة. واشتغل في بلاده، ومهر إلى أن شرح "المنتخب الحسامي". وقدم "دمشق" سنة عشرين وسبعمائة. ودرّس، وناظر، وظهرت فضائله. قاله ابن كثير، ودخل "مصر"، ثم رجع، فدخل "بغداد"، وولي قضاءها. ثم دخل "دمشق"، وولي تدريس الظاهرية. وكان لما قدم "دمشق" صلّى مع النائب،