وإن كان يعرف دقائقها، فليست له بسجية، تغمّده الله تعالى برحمته، وأباحه بحبوحة جنته، آمين.
قال الإمام اللكنوي رحمه الله تعالى في "الفوائد البهية" ص ٥١: قد طالعت من تصانيفه "التبيين"، و "غاية البيان". فوجدته كما قال الكفوي شَديد التعصّب في مذهبه، بسيط اللسان على مخالفه. قال في بحث حروف المعاني: ثم الغزالي شنّع في "المنخول" على أبي حنيفة في أشياء من غير حجّة على دعواه، ولا دليل على ما خيل، فلو لا إطالة الكتاب، أوردناه، ورددناه بردّ لا يردّ على وجه تتوب روحه عما فعلت يده ولسانه، والله إن كنا لنعتقده غاية الاعتقاد لأجل ما جمع في "إحيائه" من كلمات المشايخ بالنظر إلى الظاهر، ثم لما رأينا من طعنه على الكبار بلا إقامة برهان حصل بنا ما حصل. انتهى. وقال في آخر "التبيين": لو كان الأسلاف في حياتي لأنصفوني، ولقال أبو حنيفة: اجتهدت، ولقال أبو يوسف: نار البيان أوقدت، لقال محمد: أحسنت، ولقال زفر: أتقنت، ولقال الحسن: أمعنت، ولقال أبو حفص: أنعمت فيما نظرت، ولقال أبو منصور: حقّقت، ولقال الطحاوي: صدقت، ولقال الكرخي: بورك فيما نطقت، ولقال الجصّاص: أحكمت، ولقال أبو زيد: أصبت، ولقال شمس الأئمة: وجدت ما طلبت، ولقال فخر الإسلام: مهرت، ولقال نجم الدين النسفي: بهرت، ولقال صاحب "الهداية": يا غوّاص البحر! عبرت، ولقال صاحب "المحيط": فقت فيما أعلنت، وما أسررت، إلى غير ذلك من كبرائنا، الذين لا يحصى عددُهم. ولقال المتنبي: أنت من الفصحاء. انتهى. وقال بعده: وقع الفراغ من تصنيفه، وهو على جناح سفر "الحجاز" في ليلة البراءة سنة ستة عشرة وسبعمائة. وذكر ديباجة "غاية البيان" أنه لما فرغ من حجة الإسلام بقافلة "العراق" من