مدرسته: المدرسة التي تعلّم فيها الشيخ المحدّث، والتي كتب عنها في "أخبار الأخيار"، قائلا: كنت أختلف كلّ يوم مرتين إلى مدرسة "دهلي" رغم برد الشتاء القارس، وشدّة حرّ الصيف، لعلّها كانت على مسافة ميلين من منزلنا، كانت المدرسة واقعة قريبا من القلعة القديمة، ورد في "مرآة الحقائق" عنها، تقع هذه المدرسة ذات المبنى المجصّص وذات الطابقين مع المسجد، مقابل القلعة القديمة على جانب طريق "دهلي" و"آكره "، أي إن باب القلعة في جهة الغرب، وباب المدرسة في جهة الشرق، ولا يزال مبنى المدرسة هذا قائما على وضعه، يرى مسجدها من الباب الأمامي، وتحيط بفنائها من جهاتها الأربع بيوت.
مكتبته: في عهد لم تتوافر فيه خزائن الكتب الشخصية، كان من الواجب على كلّ مؤلّف أن يطوّر مكتبة شخصية له، قضى الشيخ المحدث معظم أيام حياته في الكتابة والتأليف، وجمع في هذا النصف قرن من الزمان النوادر العلمية من بلاد العرب والعجم في خزانته، يظهر من مؤلّفاته أنه كانت لديه ذخيرة كافية من الكتب، ذات المستوى الرفيع، لما ألّف "شرح سفر السعادة" كان عنده كنز كبير من مصادر الحديث والتفسير والفقه، ولما ألّف "أخبار الأخيار" سبر كتابات "الهند" الإسلامية.
وكان قد أحرز كتبا كثيرة خلال إقامته بـ "الحجاز"، فكانت خزانته تحتوي على الكنوز العلمية الغالية في "الهند"، وكلّ كتاب من خزانة الشيخ رأيتُه، وجدت عليه آثارا بخط يده من تصحيح ومقابلة، ويزيد ذلك في قيمة خزانته العلمية، ونفعها.
وظلّت خزانته هذه في الوضع نفسه إلى فترة طويلة بعد حياته، كان ولده الشيخ نور الحق وأولاده يحملون الذوق العلمي، فحافظوا عليها، وعلى خصائصها العلمية، ولما تغيرّ جوّ "دهلي" السياسي في القرن الثامن عشر المسيحي، وشنّ عليها المرهتة والسيخ والجت غارت متعاقبة متواصلة، نهبت منها هذه الكنوز المعنوية كذلك.