والاختصاص، كلّ ذلك برحابة صدر وسعادة وهناء، ولا عجب، فشأنه وديدنه خدمة العلم وأهله.
٢ - الحرص على تشكيل وضبط الكلمات والألفاظ المشكللة في عموم كتبه: مع توسُّعه في ذلك في الكتب العامة أكثر من الكتب العامة (الثقافية) أكثر من الكتب الخاصة (الشخصية)، ككتاب "صفحات من صبر العلماء"، "كتاب قيمة الزمن عند العلماء"، ونحوهما، رغم أن ذلك يتعِبه، ويأخذ وقته وجهده!
قال في مقدمته لهذا الكتاب اليتيم العظيم "صفحات من صبر العلماء": وربما يرى بعض الفضلاء أني قد توسّعت بعض الشئ في شَكْل بعض الكلمات، وهذا أمر قصدته رعاية لبعض القرّاء، الذين لا يتقنون العربية، ليكون ذلك عونا لهم على القراءة الصحيحة الضبط السليم للعبارة ومفرداتها، وعونا على سرعة الفهم أيضا.
قال: وضبطت بالشكل: أسماء الأعلام والبلدان والأماكن، وكل لفظ قدّرت يمكن أن يغلط فيه غالط، أو يتردّد في قراءته متردّد، ليستمرّ ذهن القارئ في قراءة الخبر دون تلكؤ فيفهمه، أو خطأ في لفظه إن شاء الله تعالى.
٣ - الزيادة في كلّ طبعة: فالكتاب دائما بين يديه يزيد فيه، وينقّح، ويوضّح، حتى قيل: إن كلّ طبعة لكتاب من كتبه تعدّ بمثابة كتاب جديد.
إلا أني أشير إلى أمر، وهو أنه في الآونة الأخيرة لما كثرت عليه الكتب مع ضعف الجسم وكبر السنّ، صار يصدر بعض الكتب النافدة مما سبق خروجه تصويرا، لئلا تفقد بن أيدي طلبة العلم، وإن كان الكتاب المصوّر قد زاد عليه، وأضاف، ونقّح، لكنه لم يتفرّغ لإخراجه مزيدا في طبعة جديدة، لانشغاله بغيره، مما لم يخرج سابقا، فهو وإن طبع تصويرا، إلا أنه في حقيقة الأمر مزيد بين يديه رحمه الله، وغفرله، وسأسعى لنشر ما تركه، وما كان ينوي القيام به بمشية الله وعونه.