للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي "كتاب الموفّق المكّي " بطريق أبي سليمان قال أبو يوسف: ربما فرّقت بين المسألتين بمثل الشعرة، وربما فرّقت بين المسألتين بمثل الجبل، وربما عرفت الفرق بين المسألتين بقلبي، ولا ينطق به لساني.

وقال علي بن حجر: سمعت أبا يوسف، يقول أخذ في الفرائض بقول علي وزيد رضى الله عنهما، فإذا اختلفا أخذت بقول علي، لأن اختلافهما في الجدّ من القضاء، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأقضاكم عليّ.

وقال أبو يوسف أيضا يا قوم! أريدوا بعلمكم الله، فقلّ مجلس أتيته أنوي فيه التواضع، إلا لم أقم، حتى أعلوهم، ولا أتيت مجلسا أريد أن أتكبّر فيه إلا لم أقم، حتى أفتضح، ألا فأريدوا بعلمكم الله. اهـ. بسند الحارثي إليه، ولفظ وكيع القاضي: حدّثني على بن إشكاب عن أبيه سمعت أبا يوسف، يقول: يا قوم! أريدوا بعلمكم الله، فإني لم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أتواضع، إلا لم أقم، حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أعلوهم، إلا لم أقم، حتى أفتضح.

وقال أحمد بن حنبل عن أبي يوسف صحبة من لا يخشى العار عار يوم القيامة، ورؤوس النعم ثلاثة: نعمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، ونعمة الصحة التي لا تطيب العافية إلا بها، ونعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها.

وقال علي بن الجعد عن أبي يوسف: العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلّك، وأنت إذا أعطيته كلّك فكن من إعطائه البعض على حذر، وكان أبو يوسف إذا نزل به أمر يقول:

أمور لو تدبَّرها حكيم … إذن لنهي وغير ما أستطاعا

ولكن الأديم إذا تفرى (١) … بلى تهتكا غلب الصناعا


(١) الجلد إذا تشقق (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>