ذكر المؤرّخ الكبير محمد قاسم فرشته في كتابه المسمّى بـ "تاريخ فرشته"(١: ٤١٧) أن السلطان غياث الدين تغلق تولى المملكة في غرّة شعبان سنة ٧٢١ هـ إحدى وعشرين وسبعمائة.
وذكر في موضع آخر من ذلك الكتاب (١: ٤٢٤): أن السلطان غياث الدين تغلق توفي سنة ٧٢٥ هـ خمس وعشرين وسبعمائة، ومدّة حكومته كانت أربع سنين وشهورا، ثم بعد ثلاثة أيام من موته جلس محلّه ابنه سلطان محمد تغلق.
ونقل مولانا محمد إسحاق البهتي في كتابه المسمّى بـ "بر صغير باك وهند مين علم فقه": حكي أن ملكا من ملوك "خراسان" هجم على مناطق "ملتان" و"ديبالفور"، واستولى عليهما، وذلك في عهد السلطان غياث الدين تغلق، وكانت للملك زوجة حسناء، تضرب لها الأمثال في حسنها، وكان لا يفارقها عن نفسه أبدا، فأخرجها معه في هذه الغارة، وكانت حاملة، فولدت ولدا بعد دخول مناطق "ملتان" و"ديبالفور"، وبينما هم في ذلك إذ أغار السلطان غياث الدين تغلق على الجيش الخراساني ليلا، وشنَّ الغارة عليهم، وقتل النفوس، وسفك الدماء، وهرب الجيش الخراساني.
ووسط هذا القلق والاضطراب تركوا ذلك الصبي المولود في الأرجوحة، ثم التقطه جيش السلطان غياث الدين تغلق، وعرضوه عليه، فلمّا رآه السلطان أعجبه، وتبنّاه، وربّاه في مهد الإمارة، وسماه بتاتارملك.
ثم شبّ هذا الغلام، وبلغ أشدّه في عهد السلطان محمد تغلق، ونال الصيت، وصار وحيد دهره في الشجاعة والبسالة والمصارعة، وافتتح بلادا كثيرة بقوّة ساعده، وبإلاغارة عليها، ثم توفي السلطان محمد تغلق سنة ٧٥٢ هـ اثنتين وخمسين وسبعمائة، ومدّة حكومته كانت سبع وعشرين سنة.
وقال القاسم فرشته في "تاريخ فرشته"(١: ٤٩٤): تم بعد ذلك تولى المملكة السلطان فيروز تغلق في الثالث والعشرين من شهر الله المحرّم الحرام عام ٧٥٢ هـ اثنين وخمسين وسبعمائة من الهجرة.