عن الحسن بن أبي مالك أن أبا يوسف أتى بامرأة مرتدَّة من "أصفهان"، فهاب قتلها،. ورجع عن قوله في المرتدّة أنها تقتل إلى قول أبي حنيفة أنها تحبس، ولا تقتل. وعن بشر كنت يوما عند أبي يوسف، فتكلّم في مسألة، فقلت له ما هكذا حكم الله فيها، فقال: أو لله عزّ وجلّ في كلّ شيء حكم منصوص؟ قلت: نعم، فقال: ما حكم الله عزّ وجلّ في رجل عدا على ديك، ففقأ عينه؟ فقلت: يقوّم صحيحا غير مفقوء العين، ثم يقوّم مفقوء العين، فيجب على فاقئ العين فضل ما بين قيمته، فهذا حكم الله عزّ وجلّ فيها، قال: فجمع أبو يوسف أصابع يده اليمنى، ثم قال:
أعلّمه الرماية كلّ يوم … ولما أشتدّ ساعده رماني
وأشار إلى يده اليسرى.
وعن بشر بن الوليد، قال أبو يوسف: من قعد على شراب يطلب السكر منه، فالقدح الأول منه عليه حرام، والمقعد عليه حرام، والمشي إليه حرام، كما أن الزنى عليه حرام، والمشي إليه حرام.
عن معلى بن منصورأن أبا يوسف حجّ مع هارون الرشيد، فصلى بهم هارون ركعتين، وقام أبو يوسف، فقال يا أهل "مكة"! أتموا صلاتكم، فإنا قوم سفر، فقال رجل من أهل "مكة" ممن صلّى: نحن أفقه من أن نعلم مثل هذا، فقال له أبو يوسف: لو كنتَ فقيها ما تكلّمتَ في صلاتك، فقال هارون الرشيد: ما يسرّني بها حمر النعم. وعن أبي بكر الخصّاف عن أبيه لما احتضر أبو يوسف جلسنا عند رأسه، فقلنا له: في نفسك شيء من هذا الأمر، نعني القضاء، قال: لا، والله إلا شيئا واحدا ادّعى نصراني مرة على الرشيد ضيعة، فدعوت بالرشيد وبالنصراني، فجاء الرشيد، ومصلّى يحمل له، فجلس عليه، ولم أدع للنصراني بمصلّى مثله، فذاك في نفسي.