يباحثه أحد في موضوع، إلا شعر بالانقياد إلى برهانه، وإن كان البرهان في حدّ ذاته غير مقنع.
وكان حسن الصورة، جميل الوجه، كثير الإعجاب بنفسه، شديد التعصّب على من خالفه، بسيط اللسان على غيره من العلماء، لم يزل يشنّع عليهم بشقشقة اللسان، ويقول: لم يكن في بلاد "الهند" علماء، بل كانوا معلّمي الصبيان، لا يتجاوزون عن الضمير والمرجع، وأنهم ما شمّوا روائح العلوم، وكان يستثني من هؤلاء الشيخ نظام الدين محمد السهالوي، والشيخ كمال الدين الفتحبوري، وبحر العلوم عبد العلي محمد اللكنوي، ويقول: إنهم كانوا بحور العلم، وأذكياء العالم، وكانوا أمثال الدوّاني، والسيّد الشريف، ويقول: إن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي كان متبحّرا في العلوم الدينية، عارفا بالمنطق والحكمة، وإن أباه الشيخ ولي الله كان ناصبيا، ويقول: إن قطعة من أقطاع "الهند" نهض منها رجال العلم في كل قرن، وهي تبتدئ من "دهلي"، وتنتهي إلى "بهار"، لا يتجاوز العلم عنها، ويقول: إني حين أتذكّر الشيخ عبد الحكيم السيالكوتي، يتمثّل لي في عالم الخيال رجل طويل القامة، بقميص عريض، مع قصر في الطول وسعة في الكمين، ومئزر أسود، وعمامة كبيرة على الرأس ولحية مغبرة، فحين يتمثل لي هذا الشكل أقول: أين هذا من العلم؟ سمعت تلك الأقاويل وأمثالها من فمه بمدينة "لكنو".
وله مؤلّفات مقبولة عند العلماء، في عباراته قوة وفصاحة، وسلاسة، تعشقها الأسماع، وتلتذّ بها القلوب، ولكلامه وقع في الأذهان، فمن مصنّفاته المشهورة:"تسهيل الكافية" معرب من "شرح الكافية" للسيّد شريف، و"شرح هداية الحكمة" للأبهري، وحاشية على "حاشية غلام يحيى على مير زاهد رسالة"، وحاشية على "حاشية مير زاهد" على "شرح