ومنهم: أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى الماردِيْنِي تاج الدين التُّرْكُماني الحنفي المصري. ولد بـ "مصر" سنة ثمانين وستّمائة، وتوفّي بها سنة أربع وأربعين وسبعمائة. من تصانيفه:"شرح الجامع الكبير" للشيباني، و"شرح الهداية"، للمَزغِيْناني، و"الطرق والوسائل إلى معرفة أحاديث خلاصة الدلائل"، مع "شرح مختصر القُدُوري"، وغير ذلك.
ومنهم: أحمد بن على بن تغلب بن أبي الضياء مظفّر الدين ابن الساعاتي البغدادي الأصل البعلبكّي. سكن بـ "بغداد"، ونشأ بها، وبرعَ في الفقه، كتبَ الخطَّ المنسوبَ، وصنَّف كتابَ "مجمع البحرين"، جمع فيه بين "مختصر القُدُوري"، و"المنظومة" مع زوائد، أحسنَ، وأبدعَ في اختصاره. وشرحه في مجلّدين، وله "كتاب البديع" في الأصول، جمع فيه بين "أصول" فخر الإسلام علي البزدوي، و"الأحكام" للآمدي.
قلتُ: وله "الدرّ المنضود في الردّ على فيلسوف اليهود"، يعني ابنَ كمونة، وكان -رحمه الله تعالى- موجودًا سنة تسعين وستمائة.
ومنهم: أحمد بن محمد بن محمد أبو نصر المعروف بالأقطع، أحد شرّاح "المختصر"، سكن "بغداد" بدرب أبي زيد بنهر الدجّاج.
قال ابن النجّار: درسَ الفقهَ على مذهب أبي حنيفة على أبي الحسين القُدُوري، حتى برعَ فيه، وقرأ الحسابَ حتى أتقَنَه، وخرج من "بغداد" في سنة ثلاث وأربعمائة إلى "الأهواز"، وأقام بـ "رَامْهُرْمُز". وشرح "المختصر"، وكان يدرّس هناك إلى أن توفّي، فمال إلى حدث، فظهرتْ على الحدث سرقة، فاتّهم بأنه شاركَه فيها، فقطعتْ يدُه اليسرى.
قلت: قيل: إن يدَه قطعتْ في حربٍ بين المسلمين والتتار، وهذا الاحتمال أقرب وأبعد من التهمة للمسلم، بمجرّد خبرٍ يفيد الظنّ، كذا نقل