قال ابن كمال باشا: هو من طبقات أصحاب الترجيح، القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض، برأيهم النجيح، وتعقّب بأن شأنه ليس أدونَ من قاضى خان، وله في نقد الدلائل واستخراج المسائل شأنٌ أي شأن، فهو أحقّ بالاجتهاد بالمذهب، وعدّه من المجتهدين في المذهب إلى العقل السليم أقرب.
ومن آثاره:"الهداية"، وهو شرح "بداية المبتدي". ذكر في البداية أنه جمع "مختصر القدوري"، و"الجامع الصغير"، واختارَ ترتيبَ "الجامع الصغير"، تبرّكا بما اختارَه محمدُ بن الحسن الشيباني.
ومن تصانيفه:"كفاية المنتهي" في نحو ثمانين مجلّدًا، و"كتاب التجنيس والمزيد"، وهو لأهل الفتوى غير عتيد. و"المزيد"، ذكره الحلبي في "كشف الظنون" أنه في فروع الحنفية. وكتاب "مختار مجموع النوازل"، و"نشر المذاهب"، و"شرح الجامع الكبير" للشيباني، و"كتاب في الفرائض"، و"كتاب المنتقى"، عدّه الكَفَوي من تصانيف الإمام المرْغيناني (١).
ومنهم: على بن أحمد بن مكّى الرازي الإمام حسام الدين. وضع كتابًا نفيسًا على "مختصر القُدُوري"، سمّاه "خلاصة الدلائل وتنقيح المسائل".
قال الإمام عبد القادر القرشي: وهو الكتاب الذي حفظتُه في الفقه، وخرّجتُ أحاديثَه في مجلّد ضَخْم، ووضعتُ عليه شرحًا وصلتُ فيه إلي كتاب الشركة حين كتابتي لهذه الترجمة في يوم الجمعة ثامن شوّال سنة تسع وخمسين وسبعمائة، ألقيتُه في الدروس التي أدرّس فيها، وأسأل الله العظيمَ بجاهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إتمامَه في خيرٍ وعافيةٍ في دروسي. آمين.
(١) راجع: لترجمته الحافلة ما ينبغى به العناية لمن يطالع الهداية للعبد الضعيف محمد حفظ الرحمن حفظه الله ورعاه.